شهدت القاهرة انطلاق فعاليات النسخة الرابعة من معرض الصناعات الدفاعية Egypt Defense Expo (EDEX 2025)، الذي يُقام برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، بمشاركة واسعة من كبريات الشركات والمؤسسات الدولية العاملة في مجالات التسليح والدفاع والأنظمة المتقدمة.

ويُعد هذا الحدث العالمي أحد أبرز المعارض المتخصصة في المنطقة، بما يعكس المكانة الاستراتيجية لمصر وقدرتها على استضافة الفعاليات الدولية الكبرى المرتبطة بصناعة الدفاع.

وفي هذا السياق، أكد اللواء أركان حرب مختار عبد اللطيف، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، خلال كلمته بالمعرض، أن إقامة هذا الحدث العالمي بالقاهرة للمرة الرابعة يعكس الثقة الدولية في القدرات المصرية، ويبرهن على التطور المتواصل في منظومة الصناعات الدفاعية الوطنية.

وأوضح أن المعرض يمثل منصة مهمة لتعزيز الشراكات الصناعية بين مصر والدول والمؤسسات المشاركة، إلى جانب كونه نافذة للاطلاع على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الدفاعية في العالم.

الهيئة تحرص على المشاركة في جميع نسخ معرض إيديكس 

وأشار رئيس الهيئة إلى أن الهيئة العربية للتصنيع تحرص على المشاركة في جميع نسخ معرض إيديكس منذ انطلاقه عام 2018، انطلاقًا من دورها في دعم مساعي تعميق التصنيع المحلي ونقل وتوطين التكنولوجيا المتقدمة داخل مصر، وخاصة في الصناعات الدفاعية التي تشهد تطورًا متسارعًا عالميًا.

وأوضح أن الهيئة تستهدف من خلال مشاركتها توسيع مجالات التعاون الصناعي وتعزيز قدراتها الفنية والهندسية، وتقديم منتجات جديدة تعكس التطوير الداخلي داخل مصانع وشركات الهيئة.

وكشف اللواء مختار عبد اللطيف أن الهيئة العربية للتصنيع تشارك هذا العام بإجمالي 57 منتجًا، بينها 34 منتجًا جديدًا يُعرض لأول مرة، وتشمل هذه المنتجات الأنظمة غير المأهولة، وأنظمة القيادة والسيطرة، وتقنيات مجابهة الطائرات المسيرة، والعربات المدرعة المطوّرة، والقنابل الجوية الحرة، والصواريخ الجوية الحرة، وذخائر المهندسين العسكريين، والمقلدات العسكرية، والمقذوفات وصواريخ المدفعية.

كما تضم المشاركة عرضًا لمجموعة واسعة من قطع الغيار والمكونات التي يتم تصنيعها داخل مصانع الهيئة بإمكانياتها الهندسية المتقدمة.

وتوقف رئيس الهيئة أمام الدور التاريخي للهيئة العربية للتصنيع، مؤكدًا أن مشاركتها في المعرض تأتي متسقة مع أهدافها ورؤيتها التي تأسست عليها منذ عام 1975، حين نشأت ثمرة للتضامن العربي عقب حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وبمشاركة كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر إلى جانب مصر.

وأشار إلى أن الهيئة تأسست لتكون درعًا صناعيًا عربيًا قادرًا على دعم الصناعات الدفاعية والمدنية في المنطقة.

ظهيرًا صناعيًا للدولة المصرية 

وأضاف أن الهيئة العربية للتصنيع تُعد اليوم ظهيرًا صناعيًا رئيسيًا للدولة المصرية وتمتلك منظومة صناعية واسعة تضم 14 مصنعًا وشركة تعمل في مجالات متنوعة تشمل الصناعات الدفاعية والمدنية، ما يجعلها مؤسسة قادرة على إقامة شراكات ممتدة مع مختلف الدول والشركات العالمية الكبرى.

وأوضح أن الهيئة منفتحة على عقد شراكات صناعية حقيقية، سواء على المستوى العربي أو الأفريقي أو الدولي، وأنها مستعدة لتكون مركزًا صناعيًا استراتيجيًا يخدم احتياجات الدول الشقيقة والصديقة.

وفي إطار الانفتاح على التعاون الدولي، وجه اللواء مختار عبد اللطيف دعوة رسمية لكبرى الشركات العالمية لزيارة مصانع وشركات الهيئة العربية للتصنيع للاطلاع المباشر على القدرات التصنيعية والإمكانات الفنية، بما يمهّد للدخول في استثمارات وشراكات تنفيذية جادة على أرض الواقع.

كما وجه دعوة صادقة للدول العربية الشقيقة للانضمام مجددًا إلى منظومة الهيئة العربية للتصنيع، بما يعزز دورها التاريخي كمنصة صناعية عربية موحدة قادرة على الإسهام في بناء قاعدة صناعية دفاعية تخدم الأمن القومي العربي.

واختتم رئيس الهيئة العربية للتصنيع كلمته بالتأكيد على ثقته في أن فعاليات معرض إيديكس 2025 ستفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين الدول المشاركة، متمنيًا التوفيق لجميع الوفود في أعمال هذه النسخة المتميزة، ومرحبًا بهم على أرض مصر، مؤكدًا أن القاهرة ستظل دائمًا منصة للحوار والتعاون الدولي في مجال الصناعات الدفاعية.