دبلوماسي فلسطيني: تدمير الاحتلال للتراث خطة مُمنهجة هدفها مسح الهوية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخميس 27/نوفمبر/2025 - 02:31 م 11/27/2025 2:31:49 PM

الاحتلال
الاحتلال

قال ناجي الناجي، المستشار الثقافي بالسفارة الفلسطينية بالقاهرة، إن الهجمة الممنهجة التي شنها الاحتلال على كل ما له علاقة بالتراث الثقافي الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وقطاع  غزة خلال الحرب الأخيرة ليست مجرد أعمال عشوائية، بل هي خطة مدروسة تهدف إلى مسح ملامح حضارة هذا البلد.
وتابع خلال مداخلة عبر تطبيق زووم على فضائية "النيل للأخبار"، اليوم الخميس، أنه كلما ازداد تدمير الاحتلال للمعالم الثقافية، زاد التزامنا بالمقاومة، موضحًا أن هذا التدمير ليس وليد اللحظة، بل مستمر منذ أكثر من أربعين أو خمسين عامًا. فعلى سبيل المثال، كيف يتم القضاء على أحد أقدم المعالم المعمارية في العالم، مثل جامعة عمرية في غزة؟

تغيير الأسماء ومحو الذاكرة الجمعية

وأضاف أننا نرى أيضًا تغيير أسماء الشوارع والمدن في القدس إلى أسماء عبرية، وكل هذا يأتي ضمن خطة شاملة لتغيير معالم المنطقة وهويتها الثقافية. وأكبر مثال على ذلك هو هدم المعالم المعمارية الفلسطينية، وهو أمر يتعدى حدود التدمير المادي ليشمل محاولة محو الهوية اللغوية والثقافية.
وأكد أن الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة لإزالة كل ما يشير إلى التراث الفلسطيني، سواء كان ذلك من خلال تدمير المواقع التاريخية أو تغيير أسماء الأماكن، في محاولة للسيطرة على الذاكرة الجمعية للفلسطينيين.

التوثيق الرقمي سلاح المقاومة الثقافية

وأوضح أن هناك حاجة ملحة للوقوف أمام هذه الهجمة والقيام بواجبنا في الحفاظ على تراثنا وثقافتنا. فبينما يتم تدمير المواقع بشكل ميداني، يجب أن تكون التكنولوجيا والأرشيف الرقمي جزءًا من الرد على هذه الهجمات.
وشدد على أن علينا استخدام هذه الأدوات للحفاظ على كل ما دُمّر من خلال التوثيق والمحاكاة الرقمية لتفاصيل هذا التراث.

نداء دولي لحماية التراث الفلسطيني

وأشار إلى أن المؤتمر الذي يُناقش اليوم يركز على دراسة الآثار المدمرة التي طالت التراث الفلسطيني خلال حرب الإبادة الأخيرة، مؤكدًا أن هذه الأضرار لا تقتصر على البعد المادي فقط، بل تشمل الأبعاد الثقافية والروحية التي تمثل جوهر الهوية الفلسطينية.
وطالب المجتمع الدولي بأن يتحمل مسئولياته في حماية التراث الثقافي الفلسطيني وفقًا للقوانين الدولية، لا سيما قانون حماية الممتلكات الثقافية.
وشدد على أن التواصل مع العالم أمر أساسي لمناصرة القضية الفلسطينية، موضحًا أن الاحتلال الإسرائيلي يستمر في استهداف التراث الفلسطيني بشكل ممنهج، وأن هذا هو الوقت الذي نحتاج فيه إلى مزيد من التوثيق والمقاومة.

 

ads
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق