رحل عن عالمنا صباح اليوم الأربعاء، الناقد الأدبي والأستاذ الجامعي الدكتور محمد عبدالمطلب مصطفى، أحد أبرز أعلام البلاغة العربية الحديثة، وأحد المساهمين في تجديد الدرس النقدي واللغوي في العالم العربي، وذلك عن عمر ناهز 87 عامًا.
وخلفرحيله صدمة واسعة في الأوساط الثقافية والأكاديمية؛ نظرًا لمكانته الريادية وإسهاماته الممتدة في البلاغة والنقد التطبيقي وتحليل النصوص.
ونعى الدكتور شوكت المصري، أستاذ النقد الأدبي بأكاديمية الفنون، الفقيد بكلمات مؤثرة: "أنعي لكم وللأمة العربية كلها وللنقاد والأدباء والمبدعين من مشارق الأرض إلى مغاربها.. رحيل الناقد الكبير والعالم الجليل الشارح الأكبر للبلاغة العربية. أستاذي الأستاذ الدكتور محمد عبدالمطلب. إنا لله وإنا إليه راجعون".
نبذة عن محمد عبد المطلب
ويُعد الدكتور محمد عبد المطلب مصطفى واحدًا من أهم النقاد العرب في العصر الحديث، ولد في مدينة المنصورة عام 1937، وهو أديب وكاتب وناقد وأستاذ جامعي، حصل على جائزة الملك فيصل في اللغة العربية والأدب تقديرًا لإنجازاته في مجال التحليل التطبيقي للنصوص الشعرية، ويعتبره عدد من الأدباء والباحثين أحد المؤسسين للدرس النقدي البلاغي العربي الحديث، ومن أبرز روّاد إسهاماته التطبيقية في البلاغة والأسلوبية.
ومن كتبه البارزة: البلاغة والأسلوبية، البلاغة العربية قراءة أخرى، قضايا الحداثة عند عبد القاهر الجرجاني، جدلية الإفراد والتركيب في النقد العربي القديم، وقراءة ثانية في شعر امرئ القيس، وغيرها من الأعمال التي شكّلت علامات مهمة في تطوير القراءات النقدية.
وأنتج عبد المطلب على مدى مسيرته ما يقارب ثلاثين كتابًا في النقد والبلاغة وتحليل النصوص، أغلبها دراسات تطبيقية على الشعر العربي القديم والحديث، ومنها: اتجاهات النقد والبلاغة في القرنين السابع والثامن الهجريين (دار الأندلس، 1982)، دراسات في النقد القديم (مكتبة الحرية، 1982)، جدلية الإفراد والتركيب في النقد العربي القديم (مكتبة الحرية، 1983)، أسلوبية البلاغة (مكتبة الشباب، 1983)، البلاغة والأسلوبية (الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1984) – وهو من أشهر كتبه وأوسعها تداولًا، قراءة ثانية في شعر امرئ القيس (مكتبة الحرية، 1986)، العلامة والعلامية (الوطن العربي، 1989)، قضايا الحداثة عند عبد القاهر الجرجاني (لونجمان، 1990)، بناء الأسلوب في شعر الحداثة (دار المعارف، 1993)، تقابلات الحداثة في شعر السبعينات (الهيئة العامة لقصور الثقافة، 1994)، قراءات أسلوبية في الشعر الحديث (الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1994)، مناورات شعرية (دار الشروق، 1996)، البلاغة العربية.. قراءة أخرى (لونجمان، 1998).
كما قدم أعمالًا أخرى أسهمت في إثراء النقد الثقافي والبلاغي، منها: النص المشكل، بلاغة السرد، بلاغة السرد النسوي، كتاب الشعر، سلطة الشعر، شعراء السبعينيات وفوضاهم الخلّاقة، اللغة والهوية، وغيرها من الكتب التي رسمت خطًّا متصلًا من البلاغة إلى الأسلوبية وصولًا إلى القراءات الثقافية للنص.
وحصل الدكتور محمد عبد المطلب على العديد من الجوائز والأوسمة، أبرزها: جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب، جوائز جامعة عين شمس التقديرية وجوائز بحثية متعددة، جوائز عربية في نقد الشعر، ووسام "فارس" من الحكومة الفرنسية.
ويُعدّ رحيل الدكتور عبد المطلب خسارة حقيقية للثقافة العربية، إذ رحل تاركًا إرثًا نقديًا بالغ الثراء والأهمية سيظل مرجعًا للباحثين والدارسين وركنًا أصيلًا في مسيرة النقد العربي الحديث.













0 تعليق