الروائى المغربى شعيب حليفى: النشر بمصر شرف لكل كاتب عربى

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تصدر قريبا عن المجلس الأعلى للثقافة، النسخة المصرية من رواية، الكاتب المغربي شعيب حليفي، تحت عنوان “تقرير إلى الهدهد”، والتي كانت قد صدرت قبل أشهر في طبعة مغربية عن منشورات السرديات، بالعاصمة المغربية الدار البيضاء.

شعيب حليفي: لا تستعير الرواية خيالها من أحد ولكنها تنسجه من سماد الخيالات المنسية

وحول الرواية وملامحها، تحدث الكاتب الروائي، الناقد المغربي الكبير، شعيب حليفي، في تصريحات  لـ"الدستور"، مشيرا إلي أن: "الرواية سردية أخرى في مسار التخييل الذي أخوض فيه، حكايات تحفر في المنسي والهامشي الذي يشكل رحابة الحياة وكأنها معركة ملحمية نحياها يوميا".

وأوضح: "في هذه الرواية، تتشكل حياة آدم القدميري من أجزاء وتفاصيل تبدو في الظاهر متفرقة، ولكنها في العمق متصلة ومترابطة مع حيوات الآخرين، فالمصادفات تجعل منه صحفيا مهتما بتاريخ المنسيين، كما أن اللقاء الذي جمعه مع “غيثة حدو” في مظاهرة سلمية من حراك الربيع العربي، وهي تحمل لافتة تبحث فيها عن أبيها المختطف في ثورة شعبية في سبعينيات القرن الماضي، جعل الرواية تنفتح على مسارات متعددة تتعلق بآدم وغيثة وابنتها رحمة ووالدها المختطف حدّو الدمناتي والثورة. 

وتابع “حليفي”: أحداث تتحول إلى حكاية واحدة كأنها نهر هادر يتحوّل إلى ساحات التخييل المحلي المشدود إلى صمت العالم السفلي بكل إرثه الساخن، فتنهض في الرواية أصوات الحياة المُغفلة منسابة في حكايات قادرة على التخفي والظهور وعبور الزمن في صور لشخصيات تحمل ذاكرة- لم تفقد زخمها في مواجهة مصائرها- عَبَرت بين طبقات وممرات وأنفاق، نحو راهن يئنّ تحت أوزار نسيانه، يطلّ من بين الشقوق بوصفه صوتا هادرا.

لا تستعير الرواية خيالها من أحد، ولكنها تنسجه من سماد الخيالات المنسية، وتستخرج من أعماق الأرض والذاكرة الشعبية صورا مقطّرة ومتوثبة، متجذّرة في التراث الشعبي المحلي، تبتكر عالما تتجاور فيه عوالم الحقائق والاحتمالات عبر شرفة الحلم وخياراته الكثيرة، في صياغة جديدة لمعنى التخييل بابتكار أفق يتخلّق من صمت الأزمنة وصدى الحكايات المطمورة، التي تستكشف المدهش الذي يحيا بيننا.

يقوم السرد على خلق ممرات بين الأحلام والأحداث كما تُروى، فتتخلّق صورة ثورة من جبل إيروكان “مولاي بوعزة” إلى أزمور، حيث يتلاقى حدّو وأسکور وغيثة والنمري كما رآهما أدم القدميري، كلّ منهم يشكّل خيطا في نسيج التراجيديا واليوتوبيا، إنهم رجال ونساء يصوغون قدرهم بالمقاومة، حتى وهم يواجهون الخيانة والفقد والموت، ليؤكدوا أن ما ينهض من الجبل ليس مجرد ثورة عابرة بل روح ممتدة في الأجيال.

شعيب حليفي: النشر بمصر هو شرف لكل كاتب عربي ودليل على تواصل المشرق والمغرب الثقافي

وحول تجربة النشر في مصر وما تمثله له، شدد “حليفي” على: "نشرتُ أولى رواياتي “زمن الشاوية” بمصر في تسعينيات القرن الماضي، ثم نشرت روايات أخرى آخرها، قبل سنتين رواية “خط الزناتي” والآن رواية  “تقرير إلى الهدهد” بالمجلس الأعلى للثقافة، كما نشرت عددا من كتبي النقدية بالمجلس الأعلى والهيئة المصرية العامة للكتاب، مثل كتاب “شعرية الرواية الفانتاستيكية”، “الرحلة في الأدب العربي” وغيرها.

واعتبر أن النشر بمصر شرف لكل كاتب عربي، ودليل على تواصل المشرق والمغرب الثقافي، والذي هو استمرار للعلاقات الثقافة والتاريخية التي تجمع أرض الكنانة بالمغرب عبر التاريخ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق