ازدادت في السنوات الأخيرة معدلات الإصابة بأمراض القولون بأنواعها المختلفة، سواء القولون العصبي أو التهابات القولون أو عسر الهضم الناتج عن العادات الغذائية الخاطئة.
وتشير تقديرات أطباء الجهاز الهضمي إلى أن أكثر من نصف البالغين يعانون من أعراض متكررة مثل الانتفاخ والغازات والإمساك بسبب أنماط غذائية غير صحية أصبحت جزءًا من الروتين اليومي. ويعد اتباع نظام غذائي متوازن، والابتعاد عن بعض السلوكيات الغذائية المسببة للاضطراب، من أهم خطوات الوقاية والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
في هذا التقرير نستعرض أبرز العادات التي تؤثر على القولون، ونقدم حلولًا عملية للتخلص منها فورًا.
العادات الغذائية المسببة لمشكلات القولون
يعاني معظم الأشخاص من مشكلات القولون بسبب الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة والمقلية التي تسبب تهيج جدار الأمعاء، وتزيد من صعوبة عملية الهضم. كما يؤدي استهلاك الوجبات السريعة الغنية بالدهون المشبعة والمواد الحافظة إلى اضطرابات في حركة الأمعاء، ما ينعكس مباشرة على صحة القولون.
ومن العادات الضارة أيضًا تناول الطعام بسرعة، وهو ما يجعل الهواء يدخل بكميات كبيرة إلى الجهاز الهضمي، مسببًا انتفاخًا واضحًا، بالإضافة إلى الاعتماد على المشروبات الغازية، والمشروبات التي تحتوي على كافيين بشكل مفرط، والتي ترفع من فرص الإصابة باضطرابات القولون.
ويشير خبراء التغذية إلى أن تقليل تناول الألياف من أهم الأخطاء الشائعة، إذ يعتمد كثيرون على الخبز الأبيض والمعجنات بدلًا من الخضروات والحبوب الكاملة، ما يؤدي إلى الإمساك وتراكم الغازات. كما يؤدي شرب كميات قليلة من الماء يوميًا إلى إبطاء حركة الأمعاء وتهيّج القولون بصورة متكررة.
عادات يجب التخلص منها فورًا
تبدأ الوقاية من أمراض القولون بتعديل السلوكيات الغذائية اليومية. ويعد التقليل من الوجبات الدسمة والمقلية خطوة أساسية، مع استبدالها بطرق طهي صحية مثل الشوي أو السلق. وينصح الأطباء بتجنب تناول الطعام قبل النوم مباشرة، لأن عملية الهضم تكون أبطأ في فترة الليل، ما قد يؤدي إلى اضطراب القولون في الصباح.
كما يجب الحد من تناول المشروبات الغازية والسكريات الصناعية التي تزيد التقلصات والانتفاخ. ولمن يعانون من القولون العصبي، يعد تقليل البقوليات أو تناولها بكميات صغيرة خطوة مهمة لتخفيف حدة الأعراض، إلى جانب تجنب الأطعمة الحارة التي تعمل على تهيج الأمعاء.
وينصح الخبراء بالاهتمام بمضغ الطعام جيدًا وعدم التسرع أثناء الأكل، لأن ذلك يساهم في تحسين عملية الهضم وتقليل دخول الهواء إلى الجهاز الهضمي. كما أن الاعتماد على الماء بشكل كافٍ يوميًا يساعد في تحسين حركة الأمعاء ومنع الإمساك، مما يقلل من انزعاج القولون بشكل كبير.
خيارات غذائية مناسبة لصحة القولون
إن الحفاظ على صحة القولون لا يعتمد فقط على تجنب العادات الضارة، بل يحتاج أيضًا إلى إضافة عناصر غذائية مفيدة. وتشمل هذه العناصر الخضروات الورقية، الفاكهة قليلة السكر، الحبوب الكاملة، الزبادي الغني بالبروبيوتيك، والشوفان الذي يعد من أفضل الخيارات للوقاية من الإمساك وتهدئة القولون.
ويمكن تحضير وجبات صحية داعمة للجهاز الهضمي مثل شوربة الخضار، سلطة الكينوا، أو وجبة الشوفان مع بذور الكتان، وهي أطعمة تساعد على تحقيق توازن بكتيريا الأمعاء وتحسين الهضم بشكل واضح.
أهمية النشاط البدني والصحة النفسية
تلعب الرياضة دورًا مهمًا في الوقاية من أمراض القولون، إذ يساعد النشاط البدني الخفيف مثل المشي نصف ساعة يوميًا في تحسين حركة الأمعاء وتقليل الانتفاخ، كما أن التوتر والضغط النفسي من أكثر العوامل التي تؤدي إلى اضطرابات القولون العصبي، حيث يربط الأطباء بين القلق المستمر وتفاقم الأعراض. لذلك يعد تنظيم النوم، وتخصيص وقت للاسترخاء، من الخطوات المهمة للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
اقرأ ايضًا
استئصال أورام القولون باستخدام أحدث تقنيات مناظير الجهاز الهضمي بمستشفيات قنا الجامعية














0 تعليق