أكد خالد عمر، نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في تحالف صمود، أن هناك إجماعاً متنامياً داخل القوى المدنية والسياسية السودانية على أن خارطة طريق “الرباعية الدولية” تمثل المسار الأكثر واقعية لمعالجة جذور الأزمة وإنهاء الحرب الدائرة في البلاد.
وأوضح أن الخطة توفر إطاراً عملياً، يتضمن وقف إطلاق النار، وفتح مسار سياسي شامل، وإطلاق عملية انتقال تقود إلى بناء دولة مستقرة وقادرة على استعادة مؤسساتها.
وأشار عمر، في تصريحات نقلتها سكاي نيوز عربية، إلى أن التحركات الأميركية والسعودية والإماراتية، إلى جانب دور فاعل للاتحاد الإفريقي، تضفي قوة دفع إضافية على المبادرة مقارنة بالمحاولات السابقة التي لم تحظَ بالزخم المطلوب.
ويرى أن هذا الإجماع الدولي يعد فرصة يجب على السودانيين استثمارها لإنهاء دوامة الحرب.
إضعاف الحركة الإسلامية بوابة لسلام محتمل
وفي تعليقه على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته المضي قدماً في إجراءات تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، قال خالد عمر إن الخطوة تمثل تحولاً مهماً قد يكون له تأثير مباشر على مسار الحرب في السودان.
وأوضح أن التصنيف المحتمل سيؤدي – في حال إقراره – إلى تضييق الخناق على الحركة الإسلامية السودانية التي يتهمها كثير من الفاعلين في المشهد السياسي بأنها أحد أبرز الأطراف التي غذّت الصراع ودفعت به نحو مزيد من التعقيد.
وأضاف أن وضع الحركة الإسلامية تحت ضغط دولي مشدد سيحد من قدرتها على التأثير في المشهد السياسي، ويفتح الباب أمام ترتيبات جديدة تدعم مسار التسوية.
واعتبر أن أي إضعاف للمنظومات التي تستفيد من حالة الحرب سيمهّد لشروط أكثر ملاءمة لوقف إطلاق النار والدخول في عملية سياسية شاملة.
فرصة لإعادة ترتيب المشهد السياسي
ويشير عمر إلى أن السودان يقف حالياً أمام لحظة سياسية نادرة، تتقاطع فيها إرادة دولية لإنهاء الحرب مع رغبة شعبية واسعة في استعادة الدولة ووقف الانهيار الاقتصادي والإنساني.
ويرى أن هذه اللحظة يمكن أن تشكل نقطة تحول في حال توفرت قيادة وطنية قادرة على قراءة المشهد بعمق وتقديم تنازلات متبادلة لصالح مستقبل البلاد.
دعوة لتوحيد الجهود المدنية
وختم عمر إشادته بالدور المتنامي للقوى المدنية التي تعمل على توحيد صفوفها وتقديم رؤية مشتركة لمرحلة ما بعد الحرب.
وقال إن على هذه القوى أن تستمر في الضغط من أجل مسار سياسي شامل يعالج جذور الأزمة، ويضمن قيام دولة مدنية ديمقراطية، ويحمي السودان من العودة إلى دوامة الصراع مجدداً.

















0 تعليق