أضاءت مكتبة الإسكندرية مبناها مساء اليوم باللون البرتقالي، الذي اعتمدته الأمم المتحدة رمزًا للأمل والمستقبل الخالي من العنف، إيذانًا بانطلاق فعاليات حملة "16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة".
وجاءت هذه الخطوة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، وبرنامج دراسات المرأة والتحول الاجتماعي بقطاع البحث الأكاديمي، إلى جانب عدد من المؤسسات المحلية والدولية الشريكة.
وتُقام الحملة هذا العام تحت شعار "اتحدوا لإنهاء العنف الرقمي ضد النساء"، حيث تركز على ظاهرة العنف الإلكتروني التي باتت تمثل تحديًا متزايدًا في المجتمعات الحديثة.
وتشمل الفعاليات برنامجًا متكاملًا من الأنشطة الثقافية والفنية والتوعوية، يهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة العنف الرقمي، وطرح آليات عملية للتصدي له، بما يسهم في حماية النساء والفتيات من أشكال الابتزاز والتنمر والتحرش عبر المنصات الرقمية.
وتستمر فعاليات الحملة على مدار أسبوعين، متضمنة عروضًا مسرحية وورش عمل وندوات نقاشية، تستهدف فئات متنوعة من المجتمع، خاصة الشباب والطلاب والمهتمين بالقضايا المجتمعية.
وتسعى هذه الأنشطة إلى فتح حوار مسؤول حول حقوق المرأة وسبل حمايتها، مع التركيز على أهمية التكاتف المجتمعي لمواجهة الظواهر السلبية المرتبطة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي.
وشهد اليوم الافتتاحي حضور الأستاذ الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، إلى جانب ممثلين عن الجهات المحلية والدولية المشاركة.
"حجر.. ورقة.. مقص"
وتضمن البرنامج عرضًا مسرحيًا بعنوان "حجر.. ورقة.. مقص"، استلهم قصصًا واقعية لتسليط الضوء على أشكال العنف المختلفة التي تواجهها النساء، أعقبه ندوة موسعة بعنوان "ماذا لو"، شارك فيها خبراء ومتخصصون ناقشوا التحديات الراهنة والمبادرات الناجحة في مجال مناهضة العنف ضد المرأة.
وفي إطار دعم المكتبة لتمكين المرأة، نُظّمت ورشة تدريبية حول مهارات الذكاء العاطفي، استهدفت تعزيز وعي المشاركات بقدراتهن النفسية والعاطفية، وتنمية مهارات التواصل وإدارة الضغوط، بما يسهم في تعزيز استقلاليتهن واتخاذ قرارات واعية في مختلف مجالات الحياة.
كما أطلق برنامج دراسات المرأة والتحول الاجتماعي حملة إلكترونية موازية للتوعية بالعنف الرقمي، تضمنت محتوى تفاعليًا يعرّف بسبل الحماية الرقمية وآليات الإبلاغ عن الانتهاكات، مع التركيز على فئة الشباب ورواد المنصات الإلكترونية.
وتناولت حملة مكتبة الإسكندرية أشكال الابتزاز والتنمر والتحرش الإلكتروني، مؤكدة ضرورة تعزيز الثقافة الرقمية الآمنة في المجتمع.
ودعت مكتبة الإسكندرية الجمهور إلى المشاركة الفاعلة في فعاليات الحملة، تأكيدًا على التزامها بدورها الثقافي والاجتماعي، وسعيها المستمر لتعزيز قيم العدالة والمساواة، ودعم جهود الدولة والشركاء الدوليين نحو مجتمع أكثر أمنًا وإنصافًا للنساء والفتيات.
وأكدت أن إضاءة المبنى باللون البرتقالي تمثل رسالة تضامن قوية مع النساء في مواجهة العنف، وتجديدًا للعهد على مواصلة العمل من أجل مستقبل أكثر أمانًا وعدلًا.















0 تعليق