في خطوة تعكس مكانة مصر الريادية في خدمة القرآن الكريم، أشادت وزارة الأوقاف والشئون الدينية بدولة فلسطين ببرنامج "دولة التلاوة" الذي تقدمه وزارة الأوقاف المصرية، مؤكدةً أنه يمثل تجربة نوعية أعادت الاعتبار لمدرسة التلاوة المصرية الأصيلة، ورسّخت جمال الأداء القرآني في نفوس الأجيال الجديدة.

إشادة فلسطينية تؤكد عمق الروابط الروحية

قالت وزارة الأوقاف الفلسطينية في خطاب رسمي إن البرنامج قدّم نموذجًا رائدًا يجمع بين التلقي العلمي الرصين والتربية القرآنية الرفيعة، مستعرضًا مسيرة كبار القراء الذين صنعوا وجدان الأمة الإسلامية وتركوا بصماتهم الخالدة في تاريخ التلاوة.

وأكدت أن "دولة التلاوة" استطاع أن يلامس القلوب ويغرس روح القرآن، مقدّمًا خطابًا وسطيًا ينسجم مع قيم الرحمة والتوازن والانفتاح.

انتشار عربي ودولي للبرنامج

الإشادة الفلسطينية جاءت ضمن موجة واسعة من ردود الفعل الدولية التي تلقّتها وزارة الأوقاف المصرية، بعدما حقق البرنامج انتشارًا لافتًا وتصدر الترند العربي والعالمي خلال الأسابيع الماضية.

كما جذبت حلقاته اهتمام الأوساط القرآنية والإعلامية، نظرًا لما يحتويه من مختبر فني وتربوي يعيد صياغة مفاهيم الأداء، ويُبرز الجمال الإيماني في التلاوة عبر نماذج واقعية من عمالقة المدرسة المصرية.

رسالة تؤسس لجيل قرآني جديد

وأوضحت الأوقاف الفلسطينية أن البرنامج قدم إضافة مهمة للمشهد القرآني، من خلال إعادة الضوء على روح التلاوة المصرية القديمة، وإحياء قيم الخشوع والجمال الصوتي، والالتزام بضوابط الأداء على يد نخبة من المحكّمين والمقرئين المعتمدين.

وشددت على أن هذا المشروع يسهم في بناء جيل جديد من القرّاء المستنيرين القادرين على حمل رسالة القرآن بنضج وروحانية.

الأوقاف المصرية: تقدير خاص لإشادة الأشقاء

ومن جانبها، عبّرت وزارة الأوقاف المصرية عن اعتزازها البالغ بهذه الإشادة، مؤكدةً أن قيمتها تتضاعف لأنها صادرة من الأشقاء في فلسطين الذين تربطهم بمصر وشعبها روابط تاريخية وإنسانية عميقة.

وقالت الوزارة إن ما تلقته من تحيات من دول مختلفة عقب النجاح الواسع للبرنامج لم يمنعها من تخصيص بيان خاص لهذه الرسالة الفلسطينية تقديرًا ومحبةً ودعمًا للشعب الفلسطيني.

تأكيد على استمرار الرسالة القرآنية

وجددت الوزارة تأكيدها على التزامها بمسيرة خدمة القرآن الكريم، ورعاية المواهب الشابة، وترسيخ قيم الإتقان والجمال في الأداء، مشيرةً إلى أن برنامج "دولة التلاوة" سيظل مشروعًا وطنيًا يعكس الوجه القرآني المشرق لمصر، ويعزز دورها القيادي في العالم الإسلامي.

بهذا المشهد الجامع، يبرز البرنامج كمنصة قرآنية فريدة تعيد تشكيل وعي الأجيال بروح التلاوة الأصيلة، وتفتح آفاقًا جديدة لنهضة فنية وروحية تمتد من القاهرة إلى كل العواصم العربية والإسلامية.