علق الدكتور هيثم بدران، أستاذ ورئيس قسم التوليد وأمراض النساء بكلية الطب جامعة الفيوم، على إمكانية ولادة سيدة طبيعيًا دون أي متابعة طبية، مؤكدا أنه موضوع بالغ الأهمية، خاصة بعد الحوادث التي شهدت وفاة الأطفال والأمهات نتيجة عدم المتابعة.
وأوضح خلال مداخلة ببرنامج "ستوديو إكسترا"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، أن ما قام به البعض ليس اختراعًا جديدًا، بل إعادة لتجارب قديمة من زمن كان فيه فقدان الأمهات والأجنة أمرًا شائعًا، مضيفًا أن التقدم العلمي في التشخيص والعلاج اليوم مكن من تقديم رعاية صحية شاملة للأم والجنين، مما يضمن ولادة آمنة لكليهما.
وأكد أن التجارب التي تعتمد على تجاهل الطب تُعد خاطئة، وأن هذه الظاهرة أصبحت ترينديًا عند البعض لجمع المال على حساب حياة الناس، مشددًا على أن الطب لا يمكن الاستغناء عنه لأنه يوفر العلم والرعاية اللازمة لضمان سلامة الأم والجنين.
وأشار الدكتور بدران إلى أن الجسم البشري قد ينجو أحيانًا، ولكن هناك أعضاء حيوية يمكن أن تتعرض لمضاعفات خطيرة مثل القلب والكبد والكلى، مشددًا أن قياسهم للحمل والولادة بهذا الأسلوب غريب جدًا، وأن عددًا كبيرًا من السيدات تعرضن لمضاعفات بسبب اتباع هذه الأفكار، وقد دفعن ثمنًا باهظًا نتيجة ذلك.
وفي رده على السؤال الطبي والعلمي، قال بادران إن متابعة الحمل من أول زيارة للعيادة تتضمن قياس الضغط والوزن وفحص أي مشاكل محتملة، ويتم تحديد جدول الزيارات كل أسبوعين أو ثلاثة أو شهر حسب حالة السيدة، لضمان متابعة تطور الحمل واكتشاف أي انحراف عن الطبيعة الطبيعية للحمل.
وأضاف أن دوره كطبيب هو منع حدوث أي مشكلة كبيرة قبل تفاقمها، وكلما كان الطبيب ماهرًا زادت قدرته على اكتشاف أي خروج عن الطبيعي ومعالجته بشكل جاد وقوي، على عكس السيدات اللواتي يتجنبن متابعة الحمل، حيث قد يتعرضن لمضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل دون وجود تدخل طبي مناسب.
وأكد أن من يقنع السيدات بعدم متابعة الحمل هم في الغالب أشخاص أذكياء ويعرفون كيف يبيعون فكرتهم، لكن النتائج تكون مأساوية في النهاية، مشددًا على أن العلم والثقافة السائدة اليوم تحمي السيدات وتمنع انتشار هذه الممارسات، وأن على المجتمع أن يتجنب الإنصات لمثل هذه الدعوات.














0 تعليق