هيثم علي طبطبائي، المعروف بـ أبو علي طبطبائي، وُلد عام 1968 في بيروت لأب إيراني وأم لبنانية.
منذ شبابه كان من المنخرطين في صفوف حزب الله، حيث تبوأ تدريجياً مناصب عسكرية عالية، ليمتد تأثيره إلى العديد من الجبهات الإقليمية.
قاد طبطبائي وحدة “الرضوان” الخاصة، وهي إحدى النخب القتالية لحزب الله، وكانت لها أدوار كبيرة في سوريا واليمن.
كما عُيّن مسؤولاً عن ما يُعرف بـ “الجبهة الجنوبية” للحزب، التي تمثّل أحد المحاور الاستراتيجية للحركات العملياتية الميدانية ضد إسرائيل.
على الصعيد الدولي، صنّفته الولايات المتحدة عام 2016 كـ “إرهابي عالمي مخصص” ضمن لائحتها السوداء، وعرضت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لكل من يدلي بمعلومات عنه.
أظهر طبطبائي خبرة ميدانية كبيرة، وبحسب معطيات معهد أبحاث “ألما” الإسرائيلي، كان مسؤولاً عن وحدات حزب الله في عدة مناطق استراتيجية، بما في ذلك المناطق التي تمتد من صيدا حتى حدود إسرائيل. كما نجا من محاولات اغتيال سابقة، منها هجوم في القنيطرة بسوريا عام 2015.
الأثر العملياتي لمقتله على حزب الله
1. ضربة على إعادة البناء العسكري
بحسب إسرائيل، كان طبطبائي “مفتاحاً” في جهود إعادة تأهيل القوة العسكرية لحزب الله بعد وقف إطلاق النار، حيث قاد معظم وحدات التنظيم نحو العودة لـ”جاهزية الحرب”.
بمقتله، قد تتعثر عملية ترميم البنية العملياتية للحزب، خصوصاً في ما يتعلق بوحدات النخبة والتدريب الميداني.
2. فراغ في القيادة العملياتية
إذا تأكد مقتله، فإن غيابه يشكل فراغًا كبيرًا في التسلسل القيادي؛ فهو كان، بحسب التقديرات الإسرائيلية، “رئيس أركان” بيريفرض الهيكل العسكري لحزب الله.
هذا الفراغ قد يدفع الحزب إلى إعادة ترتيب صفوفه أو تعيين نائب أو خلف جديد، وقد يثير صراعاً داخل القيادة بين الذين لديهم خبرة ميدانية عالية وغيرهم من القادة المدنيين أو السياسيين.
3. تغيير استراتيجية العمليات في الجبهة الجنوبية
طبطبائي تولى قيادة الجبهة الجنوبية، وهي محور مهم في استراتيجية حزب الله تجاه الحدود الجنوبية.
غيابه قد يضعف التنسيق الميداني في هذه الجبهة، خصوصاً إذا لم يكن هناك بديل لديه خبرته العملياتية ومعرفته الجغرافية لتولي الأمر بسرعة وفعالية.
4. تأثير نفسي ومعنوي
مقتل شخصية بارزة وذات وزن كبير مثل طبطبائي من شأنه أن يكون له تأثير معنوي في صفوف العناصر المقاتلة، خاصة أولئك الذين رأوه قائداً ميدانيًا وحاضراً في ساحات العمليات.
من جهة أخرى، قد يستخدم الحزب مقتله كحافز تعبئة: للتأكيد على “العدوان الإسرائيلي” وتحفيز المقاتلين والتعبئة الشعبية ضد ما يعتبرونه خرقًا لخطوط المقاومة.
5. مخاطر التصعيد ودوامة الردّ
نفذت الضربة وسط وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحزب الله.
مقتل طبطبائي قد يدفع الحزب إلى الرد – وإن لم يكن فوريًا – بطريقة مدروسة، وهو ما قد يفتح الباب لتصعيد جديد.
وفي نفس الوقت، إسرائيل قد تنظر إلى العملية على أنها اختبار لقدرتها على استهداف القيادات دون دفع ثمن باهظ على الصعيد الأمني أو الدبلوماسي.
6. رسالة استراتيجية للإقليم
باغتيال قائد مثل طبطبائي، ترسل إسرائيل رسالة قوية: أنها غير راضية عن ترميم قدرات حزب الله بعد الحرب الأخيرة، ومستعدة لتوجيه ضربات نوعية حتى للقادة الكبار.
هذه الرسالة قد تؤثر في حسابات أخرى في المنطقة — ليس فقط على صعيد حزب الله، بل أيضًا على وكلاء إقليميين آخرين.

















0 تعليق