مراهق في سن الأربعين.. زوجي المصون يعبث باستقرارنا

النهار 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحية طيبة سيدتي ولجميع القراء، زمن الفتنة، هي كلمة تتجسد فعليا في حياتي.

بعد أن كنت انعم باستقرار جميل بفضل الله ودعم زوجي الذي لم أشك يوما في شهامته، ولم يقصر لحظة في مسؤولياته. لكن بعد صارت لدينا ثلاث أولاد، وكبرت عائلتنا انقلب الأوضاع وبدل الاطمئنان بدأ الخوف والحيرة يحومان على حياتنا.

أجل، أنا سيدة أم لثلاث أطفال، حياتي الزوجية لطالما كانت متوازنة، تمر علينا بعض التنغيصات اليومية كأي اسرة، لكن لم تؤثر علينا ابدا.

زواجي كان تقليديا لكن هذا لم يمنع من أن ينشأ حب كبير بيني وبين زوجي.

بعد ولادتي لطفلي الأخير بدأت ألاحظ تغيرات في زوجي المصون، الذي صارت له اهتمامات أخرى وميولات جديدة.

زوجي الذي كان بعد عمله يجالسنا ويشاركنا كل وقته، صار يحب الخروج رفقة أصدقائه، وصار شديد الاهتمام بمظهره.

والنقطة التي أفاضت الكأس وجعلتني اليوم أخرج عن صمتي هي تعلقة الشديد بالهاتف، ومواقع التواصل الاجتماعي.

لا يتوقف عن التقاط صور ذاتية “السلفي” ونشرها على حسابه الشخصي. حتى خلته مراهقا يتصرف بطيش بعد أن بلغ من العمر
أربعين عام.

أمر أثار الرعب في حياتي، أشعر بتوتر كبير لأن بحر ليالي السمر ومواقع التواصل الاجتماعي عميق ينجوا منه القليل.

بحر يُفقد الإنسان هبته واحترامه لأنه ببساطة فخ يوقع بالأخلاق الحسنة إلا من رحم ربي. فكيف اتصرف قبل أن تتفاقم الأمور وتصل إلى ما لا يُحمد عقباه..؟

هدى من شرق البلاد

الرد:

تحية أطيب لك ولكل أوفياء موقع النهار وركن ادم وحواء بالأخص، حقا ليس سهل ما أنت فيه.

لكن أيا كان الموقف لا يجب أن تتوتري لتفادي الخطا في التصرف وإصلاح الأوضاع.

لذا سأخاطب فيك القلب الكبير، والعقل الرشيد لتتصرفي بحكمة تجعلك تعيدين زوجك إلى جادة الصواب.

إن اهتمام المرء بمظهره، والخروج رفقة أصحابه ليس أمرا سيئ إن كان ذلك فيما يرضي الله تعالى، وفيه حفاظا على السمعة الطيبة.

لكن أن يكون الهدف هو الإغراء أو فقط الظهور بأبهى حلة عل المواقع فهذا يعتبر تصرف غير مسؤول. من رجل أب لثلاث أولاد الأجدر أن يكون لهم أسوة حسنة.

لهذا حاولي ولا تملي في نصح زوجك، وإرشاده بكل ما تستطيعين من السبل والأساليب. وأن ينظر إلى نفسه في هذه المرحلة أنه بلغ قمة الهرم في عمره.

وهذه المرحلة ذكرها الله عز وجل في كتابه قال تعالى: “حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى َوالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ..” صدق الله العظيم.

لأن من المفروض على المؤمن في هذه المرحلة أن يشكر الله على نعمه، وأن يحرص على العمل الصالح أكثر.

ثم ذكريه أنه أب لثلاث أولاد سيحذون حذوه، وعليه أن يختار من الآن أي طريق يريد لأولاده أن يسلكوه.

ثم حاولي سيدتي من جهتك أن تبعديه قليلا عن تلك المواقع، بأن تدعينه ليشارك في شؤون الأطفال والبيت بصفة عامة.

ولا تذكري أمامه أبدا الأمور التي تتعلق بهذا الموضوع نهائيا، حتى لا تثيري انتباهه لها ويعود إلى رشده بإذن الله.

أعلم أنك ستتعبين قليلا، لكن بكثير من الصبر حتما سينصرك الله عز وجل، فقد يكون ابتلاء واختبارا.

لابد أن تكرمين بالفوز فيه، وادعي له بالصلاح والتوبة، واستمري معه بالنصح والتوجيه، وفقك الله وكان في عونك.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق