شهدت شوارع تل أبيب تظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف الإسرائيليين، مطالبين بـ تشكيل لجنة تحقيق رسمية للنظر في الإخفاقات الأمنية والعسكرية التي رافقت أحداث 7 أكتوبر، والتي أسفرت عن هجوم مفاجئ أثار صدمة واسعة في البلاد. وأفاد مراسل هيئة البث الإسرائيلية أن المتظاهرين رفعوا شعارات وهتافات تطالب بمحاسبة المسؤولين وكشف الملابسات الكاملة للثغرات الأمنية التي سبقت الهجوم، مؤكدين أن الشعب يستحق معرفة الحقيقة كاملة.
وجاءت هذه التظاهرات في تل أبيب في وقت تتواصل فيه الأوضاع الإنسانية المأساوية في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023. فقد أعلنت مصادر طبية فلسطينية، نقلًا عن وكالة "وفا"، أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 69,733 شهيدًا، معظمهم من الأطفال والنساء، في حين بلغ عدد الجرحى 170,863 مصابًا منذ بداية الهجمات. وتشير التقارير إلى أن الأعداد قد ترتفع أكثر بسبب وجود ضحايا عالقين تحت الأنقاض وعدم قدرة طواقم الإسعاف والإنقاذ على الوصول إليهم بسبب القصف المستمر.
وفي الـ48 ساعة الأخيرة فقط، وصل إلى مستشفيات غزة 7 شهداء و30 مصابًا نتيجة الغارات الجوية والقصف المدفعي، ما يعكس استمرار المخاطر على المدنيين حتى بعد فترة قصيرة من وقوع الأحداث الأولى.
الخسائر بعد اتفاق وقف إطلاق النار
وأوضحت المصادر الطبية أن حصيلة الضحايا منذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي بلغت 318 شهيدًا و788 مصابًا، إضافة إلى انتشال 572 جثمانًا من تحت الأنقاض. وتعكس هذه الأرقام حجم الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية، وكذلك صعوبة الوصول إلى الضحايا المحاصرين بسبب استمرار الخطر على الأرض.
من جانبها، أعربت المنظمات الدولية عن قلقها العميق إزاء الوضع الإنساني في غزة، داعية جميع الأطراف إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، خصوصًا الأطفال والنساء، الذين يتحملون العبء الأكبر من النزاع المستمر.
وتشير التظاهرات في تل أبيب إلى تزايد الضغط الداخلي على الحكومة الإسرائيلية، حيث يطالب المواطنون بمحاسبة المسؤولين عن الإخفاقات الأمنية، وكشف الثغرات التي سمحت بوقوع الهجوم المفاجئ، مع التأكيد على أن الشعب يرفض أي تلاعب أو تأجيل لمعرفة الحقائق. وتظل هذه الأحداث مؤشرًا على التوترات الداخلية والخارجية المتزامنة، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية في غزة والجدل السياسي في إسرائيل.


















0 تعليق