Advertisement
وفي رأي هذه الأوساط أن انسحاب إسرائيل من النقاط المحتلة وتسلّمها من قِبل الجيش يمكن ترجمته عبر الخطوات التالية:
أولًا، بدء مفاوضات تقنية – أمنية برعاية اللجنة الخماسية والأمم المتحدة لتحديد النقاط المحتلة بدقة.
ثانيًا، تحديد خارطة طريق زمنية لانسحاب القوات الإسرائيلية وتسليم المواقع للجيش. ثالثًا، تعزيز انتشار الجيش في الجنوب من خلال زيادة عديده وتجهيزه، وهذا يتطلب دعماً مالياً عاجلاً من الدول الصديقة.
وتستدرك هذه الأوساط لتؤكد أن إسرائيل لن تنسحب من التلال الخمس المحتلة قبل ضمان مقاربة نهائية لدور "حزب الله" وسلاحه، أقّله في المنطقة الجغرافية جنوب نهر الليطاني.
في المقابل ترى هذه الأوساط أن حصر مسؤولية الأمن في منطقة جنوب الليطاني بعناصر الجيش وحدها لا يمكن ترجمتها واقعيًا إلا إذا طّبق القرار 1701 حرفيًا من قِبل الجميع، بمن فيهم إسرائيل، بحيث يكون الجيش القوة الوحيدة الفعلية في هذه المنطقة، بالتزامن مع رفع مستوى جاهزيته لانتشار واسع في المنطقة من خلال المراكز الثابتة وتعزيز قدرات وحدات التدخل السريع، وتزويده بأجهزة إلكترونية متطورة تساعده في المراقبة والتنفيذ، مع تنسيق وثيق مع قوات "اليونيفيل" في خلال الفترة المتبقية لها.
إلاّ أن هذه الخطوات لن يُكتب لها النجاح، في رأي هذه الأوساط، ما لم توضع آلية عملية لإطلاق مسار التفاوض الرسمي للتوصل إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية نهائياً. وهذا الأمر لن يُترجم إلاّ إذا شكّل لبنان وفدًا تفاوضيًا يضم عسكريين وقانونيين وديبلوماسيين، وقبوله برعاية أميركية وبمظّلة أممية على غرار ما حصل في مفاوضات الترسيم البحري، مع فارق كبير، وهو أن ملفات اليوم هي أكثر تعقيدًا من ملفات الأمس، مع تحديد مسبق لجدول هذه المفاوضات. وهذا يعني عمليًا العودة المستحدثة والمتطورة إلى روحية اتفاق الهدنة، الذي يضمن ضبطًا حدوديًا شبه تام.
ولكن دون الوصول إلى هذا الهدف تحدّيات كثيرة، ومن بينها وأهمها كيفية إقناع "حزب الله" بخطّة حصر السلاح بيد القوى اللبنانية الشرعية. وترى هذه الأوساط السياسية أن هذا الأمر لن يتحقّق إلا من ضمن صفقة كبرى تشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابا كامل لإسرائيل، وضمانات دولية بعدم خرق القرار 1701، إضافة إلى ضمانات داخلية لـ "حزب الله" والاعتراف بدوره السياسي، وذلك عبر حوار داخلي يرعاه رئيس الجمهورية.
أخيرًا وليس آخرًا تطرح هذه الأوساط سؤالًا مفصليًا عن مدى قابلية الترجمة الفعلية للمبادرة الرئاسية على أرض الواقع، خصوصًا إذا توافر لها غطاء عربي– دولي قوي. وقد تكون زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لواشنطن أولى الخطوات في هذا الاتجاه، والتي بدأت تظهر بوادرها، أقلها بالنسبة إلى ما قاله الرئيس الأميركي عن دعوته للرئيس عون إلى العاصمة الأميركية، الذي سيصطحب معه على الأرجح قائد الجيش العماد رودولف هيكل، إذا ما تقررت الزيارة.
وفي رأي هذه الأوساط أن الرئيس عون لم يكن ليطرح هذه المبادرة لو لم يكن متيقنًا من أنها قابلة للحياة، خصوصًا إذا ترافقت مع تسوية كبيرة على المستويين الداخلي والخارجي معاً، وبالأخصّ من خلال التوازنات الإقليمية.














0 تعليق