أثار مقطع فيديو متداول خلال الساعات الأخيرة حالة من الغضب والحزن بين المواطنين، بعد أن أظهر اعتداءً قاسيًا من معلمة حضانة على طفل لا يتجاوز عمره بضع سنوات، في واقعة وصفها كثيرون بأنها صادمة وغير إنسانية.
وبمجرد انتشار المقطع، انهالت التعليقات التي ترفض ما جرى وتطالب بمحاسبة كل من تسبب في إيذاء الطفل نفسيًا وجسديًا.
ويظهر في الفيديو الطفل واقفًا أمام المعلمة في وضع دفاعي، وهو يحاول حماية وجهه من الضرب برفع يديه المرتعشتين، بينما بدا عليه الخوف والانهيار النفسي. ورغم توسلاته التي سُمعت بوضوح وهو يردد: «حرام عليكي.. بالله عليكي بلاش»، لم تتوقف المعلمة عن معاملته بقسوة غير مبررة، الأمر الذي شكل صدمة لكل من شاهد الفيديو.
وتشير تعليقات عدد من المتخصصين في التربية والطفولة إلى أن مثل هذه الممارسات تُعد من أخطر أشكال العنف، لأنها تترك آثارًا نفسية طويلة المدى، وقد تؤدي إلى فقدان الطفل ثقته في المحيطين به، أو تُحدث مشكلات سلوكية لاحقة نتيجة الشعور بالخوف وفقدان الأمان. وأكد الخبراء ضرورة تدريب العاملين في الحضانات على أساليب التربية الإيجابية، وعدم السماح لأي شخص غير مؤهل بالتعامل مع الأطفال.
وتفاعل العديد من أولياء الأمور مع الواقعة، مطالبين بتشديد الرقابة على الحضانات الخاصة، ووضع معايير إلزامية لاختيار المعلمات والمشرفين، تشمل الجانب النفسي والسلوكي قبل الجانب التعليمي.
كما دعوا إلى تزويد الحضانات بكاميرات مراقبة تعمل على مدار الساعة، لضمان توثيق أي تجاوز وحماية الأطفال من أي إساءة محتملة.
مطالبات بالتحقيق الرسمى
من ناحية أخرى، طالبت جهات حقوقية بتدخل رسمي عاجل للتحقيق في الواقعة ومراجعة ترخيص الحضانة، مؤكدين أن حماية الطفل ليست رفاهية وإنما التزام قانوني وأخلاقي. وأشاروا إلى أن المجتمع لن يقبل بأي شكل من أشكال العنف ضد الأطفال، مؤكدين ضرورة تطبيق القانون بصرامة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
وتعكس موجة التعاطف الواسعة مع الطفل مدى حساسية المجتمع تجاه قضايا الأطفال، ورفضه التام لأي انتهاك لحقوقهم. كما تؤكد أن الرأي العام أصبح أكثر وعيًا وإصرارًا على المطالبة بتوفير بيئة آمنة لأبنائه في المؤسسات التعليمية، خاصة في سن الطفولة المبكرة.










0 تعليق