كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مسؤولين أميركيين أبلغوا حلفاءهم في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأن واشنطن تتجه للضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للموافقة على اتفاق سلام خلال أيام، وسط تحذيرات بأن كييف ستواجه اتفاقاً أسوأ إذا رفضت التوقيع حالياً.

ضغوط أميركية مباشرة في اجتماع سرّي بكييف

وجاءت هذه الرسالة خلال اجتماع مغلق عقد ليل الجمعة في كييف، قدّم خلاله وزير الجيش الأميركي دان دريسكول إحاطة للسفراء، عقب مباحثات مباشرة مع زيلينسكي واتصال مع البيت الأبيض.

وبحسب مصادر حضرت اللقاء، قال دريسكول: "لا يوجد اتفاق مثالي، لكن يجب إنجازه عاجلاً لا آجلاً"، وهي عبارة أثارت حالة من القلق والامتعاض بين الدبلوماسيين الأوروبيين.

ونقلت الصحيفة عن أحد الحاضرين وصفه الاجتماع بأنه "كارثي"، مضيفاً أن الولايات المتحدة كررت الحجة نفسها التي استخدمها ترامب سابقاً تجاه أوكرانيا: "ليس لديكم أوراق تفاوضية".

ومن جانبهم اعربوا  سفراء أوروبيون عن استيائهم من أن واشنطن تدير المفاوضات مع موسكو من دون تشاور كامل مع الحلفاء، ما فاجأ العواصم الأوروبية التي لم تكن على علم بتفاصيل الخطة.

اتهامات بتأثير روسي على مسودة الاتفاق

المخاوف الأوروبية تضاعفت مع تداول معلومات بأن موسكو لعبت دوراً واسعاً في كتابة المسودة التي تُعرض الآن على كييف، وهو ما اعتبرته العديد من الدول الأوروبية تطوراً بالغ الخطورة.

لكن دريسكول دافع عن النهج الأميركي قائلاً: "ترامب يريد السلام الآن… وكلما زاد عدد المشاركين تعقّد المسار".

واشنطن: الشروط قاسية.. لكن البديل أسوأ

ومن جهتها، أكدت القائمة بالأعمال الأميركية في كييف جولي ديفيس أن شروط الاتفاق "قاسية بالفعل"، لكنها شددت على أن البدائل أمام أوكرانيا أسوأ بكثير، قائلة:"من هذه النقطة، لن يتحسن الاتفاق… بل سيزداد سوءاً."

وعند سؤالها عن سبب مطالبة كييف بالتنازل عن أراضٍ لم تستطع موسكو السيطرة عليها طوال 11 عاماً، رد مسؤول أميركي بأن الخطة "نتاج تفاهمات مشتركة".

بنود مثيرة للجدل.. وتعاون أميركي – روسي في خلفية المشهد

تشير التسريبات إلى أن المسودة تتضمن:تنازل أوكراني عن أراضٍ تحتلها روسيا حالياً، والتخلي أيضاً عن مناطق لا تزال كييف تسيطر عليها،بالإضافة إلى عفو شامل يشمل جميع جرائم الحرب خلال النزاع

وتوضح التقارير أن الخطة صاغها مساعد ترامب ستيف ويتكوف بالتنسيق مع مستشار الكرملين كيريل ديميترييف، عبر قناة اتصال خلفية، وأن دريسكول يستعد لزيارة موسكو قريباً لمناقشتها.

موسكو ترحّب.. وكييف تتجه إلى سويسرا للمشاورات

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن بلاده تلقت النسخة الرسمية من الخطة، مؤكداً: "أعتقد أن الخطة يمكن أن تكون أساساً لتسوية سلمية نهائية."

وفي المقابل، أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني رستم عمروف أن كييف ستجري خلال الأيام المقبلة محادثات في سويسرا مع الولايات المتحدة لبحث “خطة ترامب” لإنهاء الحرب.

وقال عمروف في منشور رسمي: "سنطلق قريباً مشاورات بين كبار المسؤولين الأوكرانيين والأميركيين لتحديد معايير اتفاق سلام محتمل.