تحدث خبير الذكاء الاصطناعي، ربيع بعلبكي، عن أزمة الدمية الذكية التى كشفت عن ثغرات كبيرة في أمان الألعاب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن غياب الرقابة الأسرية وخوارزميات الشركة غير المنضبطة يمكن أن تجعل هذه الألعاب تقدم محتوى غير مناسب للأطفال.
وأوضح، خلال مداخلة عبر "القاهرة الإخبارية"، أن الخطأ الأساسي الذي أدى إلى ردود غير مناسبة من الدمية الذكية يكمن في فصل الجهاز عن رقابة الأهل، مشيرًا إلى أن الألعاب الحديثة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تحتاج دائمًا إلى برامج حماية للأطفال لضبط استخدام التطبيقات والتفاعل مع الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن المشكلة تكمن في كون الدمية متصلة بالإنترنت، غير مرتبطة بالأهل، وتستجيب لأي أسئلة حتى لو كانت محرجة أو غير مناسبة للأطفال، مع أن الصوت المستجيب غالبًا يعود لأطفال دون سن البلوغ أو الرشد.
وأضاف أن هذا الأمر دفع شركات كبرى، مثل أوبن إيه آي، إلى إيقاف الخدمات وسحب المنتجات لإعادة مراجعة البرمجيات والخوارزميات، نظرًا للخطر القانوني والتربوي الكبير، مؤكدا أن هناك حاجة ملحة لتشريعات وطنية ودولية، بالإضافة إلى وعي الأهالي قبل شراء أي لعبة، لأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤثر على التربية والقيم والثقافة في المجتمعات العربية، خصوصًا مع اختلاف تأثير المحتوى على الثقافات المختلفة.
وأوضح أن البدائل العربية التي تحترم الثقافة المحلية ضرورية لتوليد الذكاء الاصطناعي بشكل آمن، مشيرا إلى أن الشركات عادة تختبر الألعاب قبل طرحها، لكن التحديثات بعد الاستخدام هي التي تضبط إطار الأمان، ومع ذلك القوانين غالبًا تأتي متأخرة مقارنة بسرعة تطور التكنولوجيا.
ولفت إلى أن التحكم في ردود الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون عبر تمييز صوت الطفل لتقديم ردود مناسبة لعمره، مع ضرورة وجود الأهل لمراقبة المحتوى الحساس، ناصحا بضرورة مراجعة الاعتمادات التربوية للعبة، ومشاهدة الفيديوهات التوضيحية والتجريبية قبل الشراء، ووعي أن أي جهاز ذكي متصل بالإنترنت يمثل تحديًا للخصوصية داخل المنزل، ما يستدعي حذرًا كبيرًا عند اقتناء الألعاب الذكية للأطفال، لضمان بيئة آمنة وتربوية سليمة.
















0 تعليق