قال حسان التليلي، المتخصص في السياسات البيئية، إن مؤتمر المناخ كوب 30 لم يختلف كثيرًا عن المؤتمرات السابقة من حيث تمديد المفاوضات، موضحًا أن جميع قمم المناخ تقريبًا منذ عام 2003 شهدت تمديدًا مشابهًا بسبب كثرة الخلافات.
التليلي: مؤتمر المناخ كوب 30 لم يختلف كثيرًا عن المؤتمرات السابقة من حيث تمديد المفاوضات
وأضاف، في مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن الخلاف الأساسي هذه المرة تمحور حول مسألة الابتعاد عن مصادر الوقود الأحفوري، وهي القضية الجوهرية التي يستند إليها اتفاق باريس للمناخ.
وأوضح التليلي أن اتفاق باريس شدد على ضرورة التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري والتحول نحو مصادر جديدة ومتجددة للطاقة، باعتبار أن الانبعاثات الحرارية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري تأتي أساسًا من حرق هذا الوقود.
وأشار إلى أن المؤتمر شهد وعودًا عديدة وإجراءات جديدة، لكن النقاش المحوري كان يجب أن يتركز على آليات تنفيذ الخروج من النفط والغاز والفحم بشكل فعلي.
وأضاف الخبير البيئي أن مؤتمر كوب الذي عقد سابقًا في دبي (كوب 28) كان قد أقر لأول مرة مبدأ “الابتعاد المتدرج والعادل والمنصف” عن مصادر الطاقة الأحفورية.
لكنه أكد أن التطبيق العملي يظل صعبًا ومعقدًا، لأن الانتقال الطاقي يتطلب سنوات طويلة وربما عقودًا، ولا يمكن تنفيذه بقرارات آنية أو ضغوط سياسية فقط.
وأكد حسّان التليلي أن الإشكالية الجوهرية التي طُرحت في كوب 30 تتعلق بتحديد من هي الدول التي يجب أن تتصدر مرحلة التخلي عن الوقود الأحفوري، لافتًا إلى أن الدول النامية ترى أن الدول الصناعية الكبرى — التي تمتلك التكنولوجيا وتمتلك المعرفة وتنتج النفط والغاز بكميات ضخمة — هي التي ينبغي أن تبدأ أولًا.
وشدد على أن هذا الخلاف لم يُحسم بعد، وما يزال يُشكل عقبة أمام الوصول إلى اتفاق عالمي متوازن ومُلزم.













0 تعليق