Advertisement
وبحسب الموقع، "إن بيع طائرات F-35 ليس مجرد استحواذ عسكري، بل هو إعلان عن تحالف وطموح وتوجه مستقبلي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والغرب عمومًا، بما في ذلك إسرائيل، هذا لأن طائرة F-35 ليست مجرد طائرة مقاتلة، بل هي منظومة عملياتية تربط مستخدميها بشبكات بيانات مشتركة، ومبادئ مشتركة، وحسابات أمنية مشتركة. وبالنسبة لمملكة تسعى إلى قيادة العالم العربي نحو مستقبل أكثر تقدمًا تكنولوجيًا ورسوخًا استراتيجيًا، لا يوجد مؤشر أوضح على هذا المسار".
وأضاف الموقع، "إن التحسن الكبير في المدى والقدرة على التخفي وعلى البقاء يُغير جذريًا قدرات المملكة العربية السعودية العسكرية. لعقود، اعتمدت ميزة القوة الجوية للرياض على منصات الجيل الرابع المتطورة، لكن هذه الطائرات لا تستطيع اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتكاملة الحديثة، أما طائرة F-35 فتستطيع القيام بذلك. ففي منطقةٍ تُوظّف فيها إيران أنظمةً روسيةً وصناعيةً متطورة، تُعدّ القدرة على تنفيذ عملياتٍ هجوميةٍ عميقةٍ أو مهام جمع معلوماتٍ استخباراتيةٍ بأقل قدرٍ من الرصد ذات أهميةٍ وجودية، وبالمثل، ستُتيح مجموعةُ الاستشعار الشبكية لطائرة F-35 للطيارين السعوديين صورةً آنيةً متكاملةً لساحة المعركة، وهو أمرٌ لا تستطيع أيُّ طائرةٍ أخرى في العالم العربي توفيره".
وتابع الموقع، "تمنح طائرة F-35 المملكة أيضًا قدرةً موثوقةً على استعراض قوتها في منطقةٍ تُعرف بتقلباتها الاستراتيجية. فمن النشاط البحري الإيراني في الخليج العربي، إلى هجمات الحوثيين الصاروخية والطائرات المُسيّرة من اليمن، إلى شبكات التهريب في ممر البحر الأحمر، يواجه السعوديون تهديداتٍ تتجاوز حدودهم. إن منصة التخفي القادرة على تعريض أصول الخصم للخطر، والحفاظ على تغطية ISR المستمرة (أي الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع)، والتكامل مع أجهزة الاستشعار الأميركية والإسرائيلية، تعمل على توسيع القدرات الدفاعية السعودية في كل أنحاء المنطقة".
وبحسب الموقع، "هذا يقودنا إلى سبب آخر يدفع السعوديين إلى امتلاك هذه المنصة. فهذه الطائرة توفر توافقًا تشغيليًا مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وتعتمد التحالفات الحديثة على البيانات المشتركة، وإذا تمكنت طائرات المملكة العربية السعودية من الاتصال بالشبكات التشغيلية نفسها التي تتصل بها الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة، أو حتى قوات التحالف المستقبلية، فإن المملكة ستنتقل من كونها مشتريًا للتكنولوجيا الأميركية إلى مشاركة في منظومة أمنية جماعية. وفي الواقع، هذا هو قلب الشرق الأوسط الجديد الذي يجري تشكيله، وهو الشرق الذي لا يرتدع فيه الخصوم من خلال القوة الأحادية لدولة واحدة، بل من خلال التكامل السلس بين شركاء متعددين".
وتابع الموقع، "أخيرًا، هناك عامل الهيبة الرمزية. تُعدّ طائرة F-35 المقاتلة الأكثر تطورًا في العالم، وامتلاكها يُشير إلى أن الولايات المتحدة تعتبركم شريكًا رئيسيًا على المدى الطويل، وقادرًا على إدارة تكنولوجيا عسكرية عالمية المستوى بمسؤولية. وبالنسبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي تُعرّف رؤيته الحاكمة بالتحديث والهيمنة التكنولوجية والأهمية العالمية، تُمثّل هذه الصفقة تأكيدًا على صحة موقفه، وهذا يدل على أن المملكة العربية السعودية لا تقوم فقط بالإصلاح الداخلي، بل إنها تصعد خارجياً، وتنضم إلى صفوف الدول التي تشكل بنية المستقبل".
وأضاف الموقع، "سيجادل المنتقدون بأن إدخال مثل هذه القدرات المتقدمة إلى المنطقة يُنذر بالتصعيد، أو يُزعزع توازن القوى، أو يُعقّد التفوق العسكري النوعي لإسرائيل. لكن هذه المخاوف تتجاهل حقيقتين. أولاً، تواجه المملكة العربية السعودية بالفعل خصومًا، حكوميين وغير حكوميين، لا يترددون في امتلاك ونشر أسلحة دقيقة. وثانيًا، موقف المملكة واضح، فالرياض لا تنجرف نحو بكين أو موسكو، بل ترسخ نفسها، ببطء ولكن بشكل ملموس، بالولايات المتحدة وبهيكل التطبيع الإقليمي الناشئ. إن السماح للأعداء بالتقدم مع كبح جماح الشركاء المسؤولين ليس استراتيجية مجدية".
وختم الموقع، "إذا نُفِّذت هذه الصفقة مع ضمانات مناسبة ضد تسرب التكنولوجيا، فإنها تُعَدُّ استثمارًا استراتيجيًا، وليست تنازلًا. فامتلاك المملكة العربية السعودية لطائرات F-35 يسمح لها بأن تكون أكثر قدرة على الدفاع عن الممرات المائية المشتركة، ومقاومة الضغوط الإيرانية، والتكامل مع العمليات الأميركية، والمشاركة في التحالف الناشئ للدول المعتدلة التي تُعيد تشكيل الشرق الأوسط".








0 تعليق