زوزو حمدي الحكيم.. أسرار حياتها بين المسرح والسينما كما لم تعرفها

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ذكرى ميلادها..

في الثامن من نوفمبر عام 1912، وُلدت الفنانة المصرية زوزو حمدي الحكيم، التي تركت بصمة واضحة في المشهد الفني المصري، فمسيرتها الطويلة لم تقتصر على الشاشة أو المسرح، بل امتدت إلى العلاقات الثقافية والصداقة مع كبار المثقفين، وحياة شخصية غنية بالأحداث والتجارب. 

وخلال السطور التالية؛ يسلط "الدستور" الضوء على أسرار من حياتها تجمع بين الفن، الثقافة، والتحديات الشخصية..

بدايات زوزو حمدي الحكيم 

ولدت زوزو حمدي الحكيم في محافظة المنوفية عام 1912، في أسرة كانت تقدر الفن والثقافة، والتحقت بمعهد المعلمات قبل أن تتجه إلى المعهد العالي للتمثيل، حيث التقت بفنانين وشعراء شكلوا نقطة الانطلاق لمشوارها الفني، وتخرجت عام 1934، وانضمت إلى الفرقة القومية التي كان يرأسها الشاعر خليل مطران، لتبدأ رحلة طويلة في المسرح والسينما والإذاعة.

مفترق الثقافة والشعر

كانت زوزو حمدي الحكيم أكثر من ممثلة؛ فقد كانت جزءا من المشهد الثقافي في القاهرة، وتشير بعض المصادر إلى أنها كانت مصدر إلهام للشاعر إبراهيم ناجي، الذي كتب لها قصيدة "الأطلال" التي غنتها أم كلثوم، ما يعكس العلاقة الحميمة بين الفن والأدب في حياتها، وكذلك حضورها في الصالونات والندوات الثقافية جعل منها شخصية فنية متكاملة، لا تقتصر على الأداء فقط.

المسيرة الفنية لـ زوزو حمدي الحكيم 

وبدأت زوزو حمدي الحكيم مسيرتها الفنية على خشبة المسرح، حيث شاركت مع الفنانة فاطمة رشدي في عدد من الأعمال المتميزة مثل النسر "الصغير" و"اليتيمة"، بالإضافة إلى مسرحية "الملك لير" التي عكس حضورها فيها قوة الأداء وعمق الشخصية، مما أكسبها شهرة مبكرة بين عشاق المسرح المصري.

وعلى الشاشة الفضية، برزت زوزو حمدي الحكيم بأدوار قوية ومؤثرة، أبرزها شخصية "سكينة" في فيلم "ريا وسكينة" عام 1952، التي أظهرت قدرتها على تجسيد الشخصيات المركبة والمعقدة، إضافة إلى دور الأم الصعيدية في فيلم "المومياء" عام 1969، الذي جسدت فيه الحكمة والصرامة في الشخصية بأسلوب فني متقن.

ولم تقتصر مسيرتها على المسرح والسينما فحسب، بل كانت من أوائل الفنانات اللواتي انتقلن إلى التليفزيون والإذاعة، مسهمة بذلك في نشر الثقافة الفنية وإثراء المحتوى الدرامي والإذاعي، ما جعل حضورها الفني متواصلًا عبر مختلف وسائل الإعلام.

وفي أوائل الستينات، سافرت زوزو حمدي الحكيم إلى الكويت حيث أسهمت في تأسيس المسرح الكويتي، وعاشت هناك أربع سنوات غنية بالإبداع والعطاء الفني، ما أضاف بعدًا دوليًا لمسيرتها وأكد مكانتها كفنانة مؤثرة على مستوى المنطقة.

أسرار وحكايات من حياة زوزو حمدي الحكيم

تزوجت زوزو حمدي الحكيم في سن السادسة عشر تقريبًا، لكن والدها اشترط عليها الاستمرار في التعليم قبل إتمام الزواج، ولم تستمر هذه الزيجة طويلًا، فانتقلت إلى القاهرة لاستكمال دراستها، وانتهى الزواج بالانفصال، ما شكّل مرحلة فاصلة في حياتها الشخصية.

دخلت زوزو حمدي الحكيم مرحلة ثانية من الزواج مع الصحفي المعروف محمد التابعي، وكان الزواج سريًا ولم يدم طويلًا، ما يعكس تعقيدات حياتها العاطفية في ظل انشغالها الفني والثقافي.

وبعد تجاربها السابقة، تزوجت من رجل خارج الوسط الفني، واستمر هذا الزواج نحو 25 عامًا حتى وفاة زوجها، وصفت هذه العلاقة بأنها الأكثر استقرارًا وسعادة في حياتها، مؤكدة أن هذا الزواج منحها شعورًا بالأمان والدعم العاطفي الذي افتقدته في زيجاتها السابقة.

ومع تقدم العمر، أصيبت زوزو حمدي الحكيم بالشلل، وكانت سنواتها الأخيرة صعبة من الناحية الصحية والمعنوية، وأعربت -في تصريحات لها- عن استيائها من قلة الدعم من زملائها في الوسط الفني، مما كشف جانبًا إنسانيًا مؤثرًا في حياة أيقونة فنية تركت أثرًا كبيرًا على المشهد الفني المصري.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق