أطلقت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، الهيئة العليا للرئاسات، لتصبح الإطار التنسيقي الرسمي الذي يجمع بين الرئاسات الليبية الثلاث: رئيس المجلس الأعلى للدولة، ورئيس المجلس الرئاسي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية، بهدف توحيد القرار الوطني وتعزيز التعاون بين أعلى مستويات السلطة في البلاد.
وأكدت منصة "حكومتنا" أن الهيئة تمثل خطوة استراتيجية لضمان انسجام السياسات الوطنية في الملفات الاستراتيجية، عبر اجتماعات دورية وطارئة تهدف إلى ترتيب الأولويات وتوحيد المواقف الرسمية، دون إضافة أعباء إدارية أو إنشاء كيانات جديدة.
توحيد الجهود لمواجهة التحديات السياسية
جاء تشكيل الهيئة في وقت حساس تمر به ليبيا، حيث تتطلب المرحلة الحالية توحيد جهود المؤسسات السيادية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وستسهم الهيئة العليا للرئاسات في تقوية التنسيق بين الرئاسات الثلاث لضمان سرعة الاستجابة للتطورات الوطنية، بما يعزز حماية السيادة والمصالح العليا للدولة.
وأضافت المنصة أن الهيئة ستعمل على توفير منصة رسمية لتبادل المعلومات واتخاذ القرارات بشكل متسق، ما يقلل من التشتت ويعزز الثقة بين مؤسسات الدولة العليا.
كما ستتيح الآلية الجديدة وضع استراتيجيات مشتركة للتعامل مع الملفات الحساسة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية.
دعوة للمشاركة الوطنية وتعزيز الاستقرار
ودعت الهيئة باقي المؤسسات الوطنية للانضمام إلى هذا الإطار التنسيقي، معتبرة أن المشاركة فيه ستقوي الاستقرار وتعزز العمل الجماعي بين جميع مؤسسات الدولة، بما يخدم المصلحة العامة.
وبهذا التشكيل، تتجه ليبيا نحو مرحلة أكثر انسجامًا في صنع القرار، مع التركيز على حماية المصالح الوطنية وتماسك مؤسساتها العليا أمام أي تحديات مستقبلية.
حكومات متعددة وصراعات مسلحة محلية
تمر ليبيا منذ سنوات بمرحلة سياسية معقدة، بعد سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، وتنازع الأطراف المختلفة على السلطة بين شرق البلاد وغربها.
شهدت البلاد حكومات متعددة وصراعات مسلحة محلية، إضافة إلى تدخلات خارجية متباينة.
رغم توقيع اتفاقيات عدة، لا تزال مؤسسات الدولة تواجه تحديات كبيرة في تحقيق الوحدة الوطنية والاستقرار السياسي.
كما أثرت الانقسامات على إدارة الموارد والملفات الاقتصادية والأمنية.
في هذا السياق، تأتي مبادرات مثل إنشاء الهيئة العليا للرئاسات لتوحيد القرار الوطني كخطوة نحو تعزيز التنسيق بين أعلى مستويات الحكم، وحماية مصالح الدولة العليا أمام التحديات المتفاقمة.
0 تعليق