أعلنت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة الجمعة القادمة تحت عنوان "كن جميلاً ترَ الوجود جميلاً"، في خطوة تهدف إلى تعزيز القيم الإيمانية وتحويلها إلى سلوك عملي في المجتمع. وتأتي الخطبة في إطار توعية المواطنين بآداب الاختلاف وضرورة احترام الآخرين، مع التركيز على أهمية حسن التعامل مع الجار والالتزام بمبادئ التسامح.
وجاء نص خطبة الجمعة القادمة، وفق وزارة الأوقاف، كالتالي:
"فمما يُفيضه الإيمان على أهله، الارتقاء بمعاني الأخلاق، وإكمال دائرة القيم، حتى يكونوا أنموذجًا لتجسُّد المعاني الإيمانية في النفس البشرية. تلك النفوس التي طهَّرها اليقين من كدر الهوى وزكَّاها الصدق في مراقبة الله تعالى عن الرَّدى، حتى سمت أفعالها ورقت كلماتها، وشفَّت طباعها، فصارت وكأنها مرايا تعكس نور الهداية في أعماقهم. وإذا مشوا بين الناس، مشوا بالطمأنينة والسكينة، وإذا تعاملوا، تعاملوا بالرأفة والرحمة، حتى يخيَّل للرائي أن الإيمان إذا استقر في القلب يتحول إلى خلق يمشي على الأرض ونور يتشكَّل في الأفعال."
التسامح والجمال في التعامل مع الآخرين
تُبرز الخطبة أهمية الذوق والرقي في التعامل مع الغير، سواء في حالات الوفاق أو الاختلاف. إذ يجب على أهل الإيمان أن يكون كل قولهم وفعلهم جميلًا، امتثالاً لتوجيهات الشرع الحنيف، الذي يحث على القيم السامية ويؤكد على أن "الله جميل يحب الجمال".
ويستند هذا المبدأ إلى حديث نبوي شريف:
"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، وأوضح العلماء أن جمال الله لا يقتصر على المظهر الخارجي، بل يشمل حسن الخلق والتعامل الجميل بين الناس، وممارسة الرحمة، والإحسان، والتجمل في التعامل مع الآخرين دون تباهي أو إساءة.
كما يوضح أبوبكر الكلاباذي الحنفي في شرحه للحديث أن حب الله للجمال يعني: "جميل الأفعال، حسن النظر للآخرين، المساعدة في صلاحهم، التقدير للعطاء، والتسامح عن الزلات".
خطبة الجمعة القادمة ودورها في المجتمع
تسعى خطبة الجمعة القادمة إلى غرس قيم التسامح والاحترام في المجتمع، وتعليم الناس أن الإيمان الحقيقي يتجلى في الأخلاق، والتعامل الحسن، والتقدير للآخرين، بعيدًا عن الغرور أو الأنانية. كما تأتي لتذكير الجميع بأن التسامح والجمال في التعامل ليس فقط واجبًا دينيًا، بل أسلوب حياة ينعكس على السلام الاجتماعي واستقرار المجتمعات.


















0 تعليق