يستعد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعهم اليوم الخميس في بروكسل، لاعتماد حزمة عقوبات تستهدف عبد الرحيم دقلو، نائب قائد مليشيا الدعم السريع وشقيق قائدها محمد حمدان دقلو الشهير بـ (حميدتي).
تأتي الخطوة على خلفية الاتهامات المتزايدة للمليشيا المتمردة بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين في إقليم دارفور.
وبحسب دبلوماسيين تحدثوا لوكالة رويترز، تشمل العقوبات حظر السفر ومصادرة الأصول داخل دول الاتحاد، وسط إجماع أوروبي على ضرورة التحرك، مع الإبقاء على إمكانية استمرار الحوار عبر "نهج تدريجي" في الإجراءات.
وكانت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، صرحت أول أمس الثلاثاء، أن لندن تستعد لفرض عقوبات مرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان في السودان، مشددة على أهمية الدفع نحو وقف إطلاق النار. وأوضحت أن بلادها ستواصل الضغط على الأطراف المتحاربة لوقف العنف المتصاعد الذي يفاقم الوضع الميداني ويزيد من معاناة المدنيين.
من جانب آخر، نقلت رويترز عن قيادي في مليشيا الدعم السريع قوله إن "التحقيقات ما زالت جارية" وإن أي عنصر يثبت تورطه في انتهاكات "سيحاسب"، معتبرًا أن تقارير الفظائع في الفاشر "جرى تضخيمها من قبل الجيش"، على حد قوله.
لكن روايات العاملين في الإغاثة تشير إلى واقع مغاير تمامًا، حيث كشفت منظمة هانديكاب إنترناشونال أن فرقها تضطر إلى "الاختيار بين من يجب إنقاذه"، بسبب ضعف الإمكانات وغياب القدرة على الوصول إلى جميع المحتاجين.
أزمة إنسانية تتجاوز قدرة الإغاثة وسط نزوح واسع
وقال جيروم برتران، مسؤول اللوجستيات بالمنظمة والذي أمضى ثلاثة أسابيع في دارفور، إن الوضع الإنساني دخل مرحلة "لا تتوافق مع قيم العمل الإنساني"، حيث تمنح الأولوية للأطفال والنساء الحوامل، بينما يواجه الآخرون مصيرًا مجهولًا، وفقًا لقناة أفريقيا.
وأضاف: "أن غياب مطار عامل، ووعورة الطرق خلال موسم الأمطار، والعقبات الإدارية على الحدود التشادية وهو المنفذ الوحيد حاليً، جعلت عمليات الإغاثة شبه مشلولة".
كما أشار برتران إلى أن انقطاع جزء كبير من التمويل الأمريكي أدى إلى خسارة ما يقارب 70% من الموارد الإغاثية في دارفور، لتصبح المساعدات المتاحة أقل من ربع الاحتياجات الفعلية.
وبحسب برتران، يعيش نحو 80 ألف شخص على الطرق دون حماية، حيث يتعرضون للابتزاز والعنف، فيما تظهر على كثير من الواصلين إلى مدينة طويلة إصابات ناتجة عن التعذيب أو إطلاق النار.
وأوضح أن أكثر من 650 ألف نازح لجأوا إلى مدينة طويلة ومخيم زمزم الخاضعين لسيطرة الدعم السريع، وسط عجز المنظمات عن تغطية احتياجاتهم الأساسية.
الفاشر "مسرح جريمة" تستوجب فتح ممر آمن فورًا
في السياق، طالب توم فليتشر، مسؤول الإغاثة بالأمم المتحدة، بإتاحة وصول فوري إلى مدينة الفاشر بعد تقارير عن إعدامات جماعية واعتقالات واغتصاب عقب سيطرة الدعم السريع عليها في 26 أكتوبر.
وقال فليتشر أمس الأربعاء في تصريح لـ"رويترز"، إن المدينة تعامل الآن كـ"مسرح جريمة" يجب التحقيق فيه، مشيرًا إلى أن الاتصالات مع الدعم السريع "حساسة للغاية"، لكنه يأمل في تحقيق تقدم "خلال أيام أو أسابيع، لا شهور".
وأكد أن المدينة التي كانت تحت الحصار لشهور، تحتاج بشكل عاجل إلى الغذاء والماء والدواء، وأن مهمة إنقاذ المدنيين ستكون "هائلة".
وأشار إلى أنه رغم فرار أكثر من 100 ألف شخص من الفاشر منذ سقوطها، فإن نسبة محدودة فقط وصلت إلى مدينة طويلة المحايدة، بينما يعتقد أن الآلاف محاصرون في القرى المحيطة، مع صعوبة الوصول إليهم بسبب غياب الأمن وانقطاع الطرق.








0 تعليق