قال  إسلام الكتاتني، الخبير في حركات الإسلام السياسي، إن ظاهرة انتشار الجماعات الدينية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، داخل أوروبا عمومًا وفرنسا على وجه الخصوص، ليست ظاهرة طارئة، بل هي نتاج تراكم تاريخي امتد لعقود طويلة منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي، حين بدأت موجات الهجرة العربية والإسلامية تستقر في القارة الأوروبية وتُشكّل ما يشبه المجتمعات الموازية عبر أربعة أجيال متعاقبة.

وأوضح الكتاتني، خلال مداخلة هاتفية لفضائية "إكسترا نيوز "، أن هذه البيئات الجديدة وفرت لتلك الجماعات فرصة ذهبية للتمدد، مستغلة مناخ الحريات الواسع والقوانين الأوروبية التي تكفل حرية التنظيم والعمل الأهلي، وهو ما سمح للإخوان وللجماعات المتفرعة عنها بالتحرك بأريحية داخل الجاليات المسلمة.

وأشار إلى أن فرنسا التي يقطنها ما يقارب تسعة إلى سبعة ملايين مسلم باتت تضم واحدة من أكبر التجمعات الإسلامية في أوروبا، وهو ما جعل الإسلام الديانة الثانية داخل المجتمع الفرنسي، هذا الثقل العددي، بحسب الكتاتني، وفر بيئة خصبة للجماعة كي تعيد إنتاج مشروعها عبر ما يسمى بـ”التمكين المجتمعي”، وهو منهج يعتمد على التغلغل الهادئ داخل مفاصل المجتمع.

وتابع الكتاتني، أن تمدد هذه الجماعات لا يعتمد على قوة تنظيمية فحسب، بل على استغلال الفراغ الديني والاجتماعي داخل المجتمعات المهاجرة، إضافة إلى قدرتها على توظيف أدوات العمل القانوني والإعلامي والحقوقي بما يحقق أهدافها الأيديولوجية على المدى الطويل.