Advertisement
نجح منتخب العراق في حسم موقعته الحاسمة أمام الإمارات في إياب الملحق الآسيوي بالفوز (2-1) بعد تعادل الفريقين ذهابًا بهدف لمثله. وتحت أنظار أكثر من 65 ألف مشجع، صمد اللاعبون تحت الضغط ونجحوا في إدارة مباراة شديدة الحساسية امتدت تواتراتها حتى آخر لحظة.
وبدأ اللقاء بحذر واضح من الطرفين، فغلبت الحسابات التكتيكية والتمركز الدفاعي على الأداء، مع غياب شبه تام للفرص الخطرة. السيطرة كانت موزعة، لكن دون أي محاولات تُذكر يمكن أن تغيّر وجه المباراة. ومع بداية الشوط الثاني، تغيّر المشهد تمامًا. ففي الدقيقة 54، نجحت الإمارات في خطف الهدف الأول عبر كايو لوكاس بعد تمريرة بينية سريعة من يحيى نادر، ما وضع أصحاب الأرض تحت ضغط كبير. لكن العراق، بطبيعته التي لا تعرف الاستسلام، عاد سريعًا إلى المباراة. في الدقيقة 66، ظهر مهند علي ليحوّل عرضية متقنة إلى الشباك برأسية ارتطمت بالدفاع وخدعت الحارس، مُعيدًا اللقاء إلى نقطة الصفر.
وعندما بدا أن المباراة تتجه نحو وقت إضافي، جاء الحسم في الدقيقة 90+17 بركلة جزاء نفّذها أمير العماري بثبات، مانحًا العراق فوزًا تاريخيًا وتأهلًا مستحقًا إلى الملحق العالمي، وسط فرحة جنونية في المدرجات.
بهذا الفوز، بات العراق على بُعد 90 دقيقة فقط من العودة إلى كأس العالم للمرّة الأولى منذ مشاركته التاريخية عام 1986. وينتظر "أسود الرافدين" الآن قرعة الملحق العالمي التي ستُقام غدًا الخميس في مدينة زيورخ السويسرية. وسيواجه العراق أحد المنتخبات التالية: بوليفيا، كاليدونيا الجديدة، جامايكا وسورينام، في مباراة واحدة فاصلة يُرجّح أن تُقام في المكسيك خلال فترة التوقف الدولي بين 21 و30 آذار 2026.
إذًا، يقف العراق اليوم على أعتاب لحظة فارقة في تاريخه الكروي. رحلة شاقة من التصفيات، وانتصارات عصيبة، وجماهير لا تهدأ… كلها عناصر صنعت قصة مقاتلة تستحق أن تُروى.
الملحق العالمي ليس مجرد مباراة فاصلة، بل بوابة نحو العودة إلى الساحة العالمية، وفرصة جديدة لتدوين أسماء لاعبي العراق في سجل البطولات الكبرى. وما بين آذار 2026 وقلوب الملايين… يبقى حلم "المونديال" أكبر من أن يُؤجَّل.










0 تعليق