قال محمد فتحي، الكاتب الصحفي المتخصص في تكنولوجيا المعلومات، إن العطل الواسع الذي شهدته منصات التواصل والخدمات الرقمية حول العالم لم يكن نتيجة هجوم إلكتروني، بل بسبب خطأ تقني داخل شبكة الحماية العالمية المسؤولة عن تنظيم حركة مرور البيانات على مواقع الإنترنت.
وأوضح خلال مداخلة هاتفية للقناة الأولى، أن هذه الشبكة، التي تُستخدم لحماية المواقع من الضغط والاختراق، تدير ما يقارب خُمس حركة الإنترنت في العالم، مما جعل تأثير العطل كبيرًا وواسع المدى.
وأضاف “فتحي” أن الخلل حدث أثناء تحديث دوري للبيانات داخل الشبكة، حيث كان ملف التحديث أكبر من الحجم المسموح به، فتعطلت عملية المعالجة بالكامل وتوقفت الخدمة لمدة امتدت بين أربع وخمس ساعات. ومع توقف هذه الشبكة المحورية، تعطلت منصات كبرى تعتمد عليها، من بينها منصات التواصل الاجتماعي، وبرامج الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى مواقع إخبارية وخدمية كثيرة، بينما ظهرت مواقع أخرى تعمل بشكل جزئي مما أثار ارتباكًا عامًا لدى المستخدمين.
وأكد “فتحي” أن الشركة المسؤولة عن الشبكة أصدرت بيانًا رسميًا نفت فيه تمامًا وقوع أي اختراق أو تسريب بيانات، مشددة على أن ما حدث كان خطأ فنيًا داخليًا.
وأشار إلى أن خطورة الحادث تكمن في أنه كشف هشاشة البنية الرقمية المعتمدة عالميًا، إذ يمكن لخطأ واحد أن يعزل نحو 20% من حركة الإنترنت في العالم، الأمر الذي حدث بالفعل خلال الأزمة.
وفي ما يتعلق بالخسائر، أوضح “فتحي” أنها ستكون كبيرة، خصوصًا لدى مواقع التجارة الإلكترونية التي توقفت عن البيع، والمواقع الإخبارية التي خسرت عددًا كبيرًا من الزيارات في وقت ذروة الأحداث.
وكشف أن مفاوضات جارية حاليًا بين الشركة المشغلة للشبكة وبين المواقع المتضررة لتحديد حجم التعويضات، مؤكدًا أن هذه الأزمة يجب أن تدفع العالم إلى التفكير في بدائل وأنظمة احتياطية تمنع تكرار مثل هذه الأعطال التي تُظهر مدى اعتماد العالم على جهة واحدة تتحكم في جزء مهم من الإنترنت.









0 تعليق