أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة العربية السعودية تسعى لضمان وجود مسار واضح لحل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل الانضمام رسميًا إلى اتفاقيات أبراهام، التي تهدف إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وتأتي تصريحات ولي العهد في إطار تحركات دبلوماسية مكثفة لتعزيز دور المملكة في استقرار المنطقة وتحقيق تقدم سياسي في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
اتفاقيات أبراهام
وأوضح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي صاغ اتفاقيات أبراهام، أنه أجرى محادثة مباشرة مع محمد بن سلمان حول الانضمام المحتمل للسعودية إلى الاتفاقيات. وأكد ترامب أنه تلقى ردًا إيجابيًا من ولي العهد السعودي، معربًا عن تفاؤله بمستقبل التعاون بين المملكة وإسرائيل ضمن هذا الإطار الدبلوماسي الجديد.
وقال ترامب عند سؤاله عما إذا تم التوصل إلى اتفاق حول مسار حل الدولتين: "نعم"، مؤكّدًا التزام الطرفين بإيجاد حل سياسي يعزز السلام والاستقرار في المنطقة.
ويشير هذا الإعلان إلى أن السعودية تعطي أولوية لضمان حماية الحقوق الفلسطينية في أي اتفاق مستقبلي، قبل الانخراط الكامل في أي ترتيبات رسمية تطبع العلاقات مع إسرائيل.
في سياق متصل، كشف ترامب عن خطط الولايات المتحدة لبيع طائرات مقاتلة من طراز F-35 إلى المملكة العربية السعودية. وأوضح أن الصفقة ستتم وفق ترتيبات مشابهة لما هو قائم مع إسرائيل، مضيفًا: "من وجهة نظري، أعتقد أن كلاهما في مستوى يؤهله للحصول على أفضل طرازات F-35"، في إشارة إلى أهمية التعاون العسكري مع الحلفاء الرئيسيين في المنطقة.
وأكد ترامب أن السعودية وإسرائيل، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بينهما، تعاونتا سريًا في العديد من الملفات الإقليمية الحساسة، أبرزها ملف إيران، الأمر الذي يعكس أهمية الدور الاستراتيجي للمملكة في الحفاظ على التوازن الأمني والسياسي في الشرق الأوسط.
تصريحات ولي العهد السعودي والرئيس الأمريكي السابق تأتي في وقت يشهد تصاعد الاهتمام الدولي بالحل السياسي للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، لا سيما بعد تحقيق خطوات ملموسة في إطار اتفاقيات أبراهام التي أسهمت في تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، وفتحت المجال أمام تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني والاستراتيجي في المنطقة.
يُذكر أن الانخراط السعودي المحتمل في اتفاقيات أبراهام يتزامن مع تحركات دبلوماسية واسعة تشمل التنسيق مع الولايات المتحدة والدول العربية والإقليمية، بما يعكس حرص المملكة على لعب دور فاعل في تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي، مع الحفاظ على حقوق الفلسطينيين ضمن أي حل مستقبلي.
0 تعليق