بعد مأساة "حور".. 8 خطوات تبني "حصنا نفسيا" لطفلك ضد المتنمرين

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في عمر الثامنة، تحولت المدرسة بالنسبة لحور محمد فتوح بدران، تلميذة بالصف الثاني الابتدائي في المنزلة، محافظة الدقهلية، من مكان للعب والتعلم إلى مصدر للخوف والعزلة بسبب التنمر المستمر.

بدأت الأزمة بسبب لون بشرتها الداكن وشعرها المجعد ونظارتها الطبية، حيث تعرضت لحملات سخرية لفظية واعتداءات جسدية متصاعدة، وتفاقمت الأزمة بعد محاولتها الدفاع عن نفسها، إذ استقدم بعض المتنمرين أشقاءهم الأكبر لمهاجمتها داخل المدرسة، ما أدى إلى كسر نظارتها وإيذائها جسديًا.

لم يقتصر الأمر على الاعتداء الجسدي، بل شملت المضايقات تحريض زملاء الفصل على تجاهلها وتهديد أي طالب يحاول اللعب معها، ما أدى إلى شعورها بالعزلة التامة والقهر النفسي، وهذا الوضع دفع الطفلة لمحاولة الانتحار بالقفز من نافذة الفصل، إلا أن معلمة الفصل تدخلت وأنقذتها في اللحظة الأخيرة.

رغم تقديم الأسرة شكاوى متكررة لإدارة المدرسة وجروب الأمهات، ورفع العديد من الشكاوى إلى وزارة التربية والتعليم وخط نجدة الطفل، لم يتم اتخاذ أي إجراءات حاسمة لحماية حور أو محاسبة المتنمرين، ما جعل الطفلة متغيبة عن المدرسة منذ أسبوع خوفًا على سلامتها.

هذه القصة تسلط الضوء على خطورة التنمر داخل المدارس، والحاجة الملحة لتفعيل آليات حماية الأطفال وضمان بيئة مدرسية آمنة، تعزز التعليم دون خوف أو تهديد.

التنمر لا يقتصر على الإيذاء الجسدي فقط، بل يشمل الإساءة اللفظية، السخرية، العزل الاجتماعي، والاعتداء الإلكتروني، ومن هنا تأتي أهمية اتباع خطوات واضحة تساعد الطفل على تجاوز هذه التجارب وبناء شخصية قوية قادرة على المواجهة دون خوف.

 

1. الاستماع للطفل دون أحكام

أولى خطوات حماية الطفل تبدأ من داخل المنزل. يجب على الوالدين خلق مساحة آمنة للتعبير، بحيث يشعر الطفل بأنه قادر على التحدث عن مشكلاته دون خوف من العقاب أو التوبيخ، الاستماع لما يقوله الطفل بعناية، وملاحظة أي تغيّر في سلوكه أو حالته النفسية، يساعد في اكتشاف علامات التنمر مبكرًا قبل تفاقمها.

 

2. تعزيز الثقة بالنفس والقدرات الشخصية

الأطفال الذين يتمتعون بثقة أكبر غالبًا ما يكونون أقل عرضة للتنمر، يمكن دعم الثقة بالنفس من خلال تشجيع الطفل على المشاركة في الأنشطة التي يحبها، مثل الرياضة أو الفنون، ومساعدته على تطوير مهاراته، كما يجب مدحه على جهوده وليس فقط على النتائج، ليشعر بقيمته الذاتية المستقلة عن الآخرين.

 

3. تعليم الطفل كيفية الرد على التنمر

لا ينبغي تعليم الطفل الرد بالعنف، بل يجب منحه أدوات للتصرف السليم، مثل تجاهل المتنمر بثقة، أو إخبار شخص مسؤول، أو الابتعاد عن الموقف سريعا، يمكن تدريب الطفل من خلال تمثيل مواقف مشابهة، حتى يتقن كيفية الرد دون خوف أو تردد.

 

4. مراقبة السلوك عبر الإنترنت

التنمر الإلكتروني أصبح أكثر انتشارا، لذلك من الضروري متابعة نشاط الطفل على وسائل التواصل الاجتماعي دون اختراق خصوصيته، يجب وضع قواعد واضحة لاستخدام الأجهزة والإنترنت، وتعليمه كيفية التعامل مع الرسائل المسيئة أو التهديدات، بما في ذلك حظر المتنمرين وإبلاغ المدرسة أو المنصة.

 

5. التواصل المستمر مع المدرسة

المدرسة شريك أساسي في حماية الطفل،  من المهم إعلام المعلمين أو الأخصائي النفسي بأي تغيرات في سلوك الطفل أو أي شبهة تعرضه لتنمر، كما يجب التأكد من أن المدرسة تطبق سياسات واضحة ضد التنمر وتعمل على خلق بيئة آمنة ومحترمة لجميع الطلاب.

 

6. تعزيز الصداقات الإيجابية

الأطفال الذين يملكون أصدقاء يحبونهم ويدعمونهم يكونون أكثر قدرة على مواجهة الضغط النفسي الناتج عن التنمر، دور الوالدين هنا يتمثل في دعم تواصل الطفل مع زملاء مناسبين وتشجيعه على بناء علاقات صحية.

 

7. إعطاء الطفل نموذجا جيدا

الطفل يتعلم من سلوك والديه،  لذلك يجب على الأهل تجنب السخرية من الآخرين أمامه، والحرص على التعامل باحترام مع الجميع، هذا النموذج السلوكي يغرس في الطفل قيما إيجابية تمنحه قوة داخلية لمواجهة الإساءة.

 

8. دعم الطفل نفسيًا عند التعرض للتنمر

إذا تعرض الطفل للتنمر بالفعل، فيجب طمأنته بأنه ليس المخطئ، وأن المشكلة في سلوك المتنمر وليست فيه،  وقد تستدعي بعض الحالات اللجوء إلى متخصص نفسي لمساعدته في تجاوز الآثار النفسية مثل القلق أو الخوف أو انخفاض الثقة بالنفس.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق