يستعد البيت الأبيض، غداً الثلاثاء، لاستقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في أول زيارة له منذ 7 سنوات حيث من المقرر أن تعقد سلسلة من الصفقات الدفاعية والأمنية والاقتصادية في خطوات تشير إلى عمق العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية والعمل على تعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
استقبال فاخر في البيت الأبيض
وكشف مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض، سيتم استضافة ولي العهد السعودي بحفل وصول في الحديقة الجنوبية الواسعة ثم التحية في الرواق الجنوبي بالبيت الأبيض.
وأشار المصدر إلى أن ترامب سيستضيف ولي العهد السعودي في المكتب البيضاوي لعقد اجتماع ثنائي، يليه توقيع وغداء في غرفة مجلس الوزراء حيث ستبرم الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية اتفاقيات اقتصادية ودفاعية متعددة.
عشاء تحت إشراف السيدة الأولى
وفي وقت لاحق من المساء، سيستضيف البيت الأبيض حفل عشاء في الغرفة الشرقية، بإشراف السيدة الأولى ميلانيا ترامب.
ومن المتوقع أن يحضر عشرات الرؤساء التنفيذيين، يوم الأربعاء، اجتماعًا لمجلس الأعمال الأمريكي السعودي في مركز كينيدي، وهو مركز للفنون الجميلة يديره موالون لترامب. ورغم أن حضور الرئيس الأمريكي لم يُؤكد بعد، فمن المرجح أن يحضر، وفقًا لمسؤول كبير في البيت الأبيض.
وكانت أولى رحلات ترامب الخارجية بعد فوزه بولاية ثانية، السعودية، حيث استُقبل ترامب بمرافقةٍ استثنائية من طائرات إف-15 التابعة لسلاح الجو الملكي السعودي على متن طائرة الرئاسة الأمريكية (إير فورس وان)، وعشاءً رسميًا في موقعٍ أثريٍّ مُدرجٍ على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
ووفق صحيفة Politico الأميركية، فمن المقرر أن يتم توقيع اتفاقية أمنية ثنائية تتعهد بالدفاع عن السعودية في حال وقوع أي هجوم، ويأتي ذلك في أعقاب الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب في سبتمبر، والذي وعد فيه بالدفاع عن قطر بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن الرئيس "كان واضحا" مع ولي العهد بشأن أهمية توقيع المملكة العربية السعودية في نهاية المطاف على اتفاقيات سلام مع إسرائيل.
وقال مسؤول البيت الأبيض وأحد الأشخاص المطلعين على خطط الزيارة إن تقارب ترامب مع محمد حقيقي وأن الرجلين يتحدثان عبر الهاتف أسبوعيا.
تعاون تكنولوجي ونووي بين واشنطن والرياض
من المرجح أيضًا أن تتوصل السعودية، التي ستستضيف مؤتمرًا استثماريًا في مركز كينيدي يوم الأربعاء، إلى اتفاق لاستيراد رقائق ذكاء اصطناعي أمريكية الصنع، وربما إشارة دعم لبرنامجها النووي، وهناك أيضًا تكهنات حول اتفاق يسمح للسعودية بشراء طائرات إف-35، أكثر الطائرات المقاتلة الأمريكية تطورًا.
ونشر وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الشقيق الأصغر لولي العهد، على تويتر يوم الثلاثاء أنه التقى مع وزير الدفاع بيت هيجسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف قبل اجتماع هذا الأسبوع.
ويسعى ولي العهد السعودي أيضًا إلى جذب المستثمرين في المشاريع السعودية، سعيًا منه إلى تقاسم العبء المالي مع القطاع الخاص في تحديث اقتصاد البلاد، مع تحوله من الاعتماد على النفط إلى قطاعات التكنولوجيا والعقارات والرعاية الصحية وغيرها.
وأدت أسعار الفائدة المرتفعة في السعودية، إلى تراجع عوائد صندوق الاستثمارات العامة، أداة الثروة السيادية التابعة له والبالغة تريليون دولار. كما ساهم انخفاض أسعار النفط في تراجع أرباح أرامكو السعودية، شركة النفط المملوكة للدولة والقوة الرئيسية في اقتصادها المحلي.
في مؤتمر استثماري عُقد بالرياض الشهر الماضي، أكّد المسؤولون السعوديون أن مستقبل تنمية البلاد سيعتمد بشكل متزايد على مصادر رأس المال الخاصة . وبذلوا جهودًا حثيثة لاستقطاب الشركات الأمريكية سعيًا لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
0 تعليق