57 عامًا من الثقافة والمعرفة.. تاريخ معرض القاهرة للكتاب

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ انطلاقه عام 1969، بات معرض القاهرة الدولي للكتاب أحد أبرز منارات الثقافة في العالم العربي، محاكًا تطور الفكر والمعرفة في مصر وخارجها، وراكم إنجازات كبيرة في مسيرته التي تمتد لأكثر من نصف قرن.

 

بدايات معرض القاهرة للكتاب

انطلق المعرض لأول مرة في يناير 1969، بمناسبة الاحتفال بالألفية العمرانية لمدينة القاهرة، وكان ذلك بدعم من وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة، الذي رأى في المعرض وسيلة لإبراز هوية مصر الثقافية. 

وقد كُلفت الكاتبة والباحثة سهير القلماوي بالإشراف على الدورة الأولى، التي استقطبت نحو 27 دولة وأكثر من 400 دار نشر، وزارها ما يقرب من 70 ألف قارئ خلال حوالي عشرة أيام، والمنظم الرئيسي للمعرض هو الهيئة المصرية العامة للكتاب، التي لعبت دورًا محوريًا في تطويره عبر العقود.

 

تطور معرض القاهرة للكتاب

مع مرور الزمن، لم يعد المعرض مجرد سوق للكتب بل تحول إلى منصة ثقافية متكاملة، فبالإضافة إلى جناحات بيع الكتب، أصبح يحتضن ندوات فكرية، جلسات توقيع، مناقشات أدبية وورش للأطفال.

في دورته الـ56 التي انعقدت في يناي– فبراير 2025، على سبيل المثال، شاركت 80 دولة في المعرض، من بينها دول تشارك لأول مرة، مع أكثر من 1345 دار نشر، وبرنامج ثقافي يضم أكثر من 600 فعالية، كما تم تخصيص مساحة كبيرة من المعرض في "مركز مصر للمعارض الدولية" بالتجمع الخامس، ضمن 6 قاعات عرض، لتلبية هذا التنوع الواسع. 

 

لحظات محورية في تاريخ معرض القاهرة للكتاب

في الدورة الـ50 (2019)، احتفل المعرض بـ"اليوبيل الذهبي" (50 عامًا على التأسيس)، بحضور عدد كبير من الناشرين والمثقفين، وفي الدورة الـ51، تم اعتماد شعار وهوية بصرية دائمة "لوجو" خاص بالمعرض كعلامة تجارية، باعتباره حدثًا ثابتًا في خارطة الفعاليات الثقافية.

أما في دورة 2025 (الـ56)، أُعلنت مبادرة "مليون كتاب" خلال المعرض، في خطوة تهدف إلى دعم نشر المعرفة وتوزيع الكتب على فئات مختلفة من المجتمع.

 

الأهمية الثقافية والاجتماعية لـ معرض القاهرة للكتاب

يمثل معرض القاهرة للكتاب منصة تجمع مفكرين وكتابًا ومثقفين من أنحاء العالم، وهو ما يعكس دوره كمنبر فكري عالمي. 

ومن جهة أخرى، السعر الرمزي لتذكرة الدخول (5 جنيهات في بعض الدورات) يعكس التزام المنظمين بجعل الثقافة في متناول أوسع شريحة من الجمهور.

وعن رؤيته المستقبلية، يسعى المعرض دائمًا إلى التجديد من خلال تبني التحول الرقمي في النشر، وتعزيز دور الشباب، وتشجيع المكتبات الصغيرة ودور النشر الناشئة. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق