بدأت محكمة استئناف المنوفية، المنعقدة داخل مجمع محاكم وادي النطرون، اليوم، أولى جلسات نظرالاستئناف المقدم من سائق التريلا المتسبب في الحادث المروع الذي شهدته قرية كفرالسنابسة التابعة لمركز منوف، والذي أسفرعن وفاة 18 فتاة وسائق الميكروباص، إضافة إلى إصابة 3 آخرين، وذلك أثناء سيرهم على الطريق الإقليمي.

وكانت محكمة جنايات شبين الكوم قد أصدرت حكمها في وقت سابق بمعاقبة السائق المتهم بالسجن 15 عامًا، وتوقيع عقوبة بالسجن لمدة 5 سنوات على مالك السيارة النقل، بعد ثبوت قيادة السائق للمركبة في الاتجاه المعاكس، فضلًا عن حيازته رخصة قيادة لا تخوّله قيادة مركبة ثقيلة بهذا الحجم، بالإضافة إلى ثبوت قيادته تحت تأثير مخدري الحشيش والميثامفيتامين.

ووفقًا لما كشفته التحقيقات النيابة العامة، فإن السائق تعمد تجاوز سيارة أخرى عبر اختراق الحاجز الفاصل للطريق والدخول في الاتجاه المقابل بسرعة كبيرة، ما أدى إلى وقوع الاصطدام العنيف بسيارة ميكروباص تقل فتيات من القرية، في رحلة صباحية إلى مصنع يعملن به، لتتحول الرحلة إلى مأساة هزت محافظة المنوفية بأكملها. وأكدت النيابة أن الحادث وقع دون وجود أي عوامل قهرية أو ظروف طارئة، محملة السائق المسؤولية الكاملة عن الكارثة.

كما وُجّهت إلى مالك السيارة النقل تهمة التواطؤ والإهمال الجسيم بعد السماح للسائق بقيادة التريلا رغم علمه بعدم امتلاكه رخصة مناسبة، وهو ما اعتبرته جهات التحقيق مساهمة مباشرة في وقوع الحادث المأساوي.

وشهدت قاعة المحكمة حضورًا كثيفًا من أسر الضحايا وأهالي قرية السنابسة، الذين تابعوا الجلسة بترقب وحزن شديدين، آملين في صدور حكم عادل يُنصف الضحايا ويحقق الردع. ومن المتوقع أن تستكمل المحكمة نظر الاستئناف خلال الأيام المقبلة وسط اهتمام شعبي واسع بهذه القضية التي خلفت موجة كبيرة من الغضب والألم داخل المجتمع المنوفي.