تواجه إيران، وتحديداً العاصمة طهران أزمة مياه حادة وسط تحذيرات من جانب السلطات بإجلاء سكان العاصمة، فيما يطالب الخبراء إلى إجراء إصلاحات عاجلة وتحسين إدارة المياه، حيث ينظر إلى الإجراءات الحكومية الحالية على أنها غير كافية لمعالجة الأزمة.
إفلاس مائي على أبواب طهران.. وإجلاء سكان العاصمة الخيار الأمثل
بدأت طهران، التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، في ترشيد استهلاك المياه، وحذر المسؤولون من عمليات إجلاء محتملة إذا ساء الوضع.
ووصلت مستويات الخزانات المائية إلى مستويات حرجة، حيث انخفضت سعة السدود في بعض المدن مثل مشهد إلى أقل من 3 في المائة.
لقد دفعت عقود من سوء الإدارة، إلى جانب الجفاف المطول، إيران إلى حافة ما يسميه الخبراء إفلاس المياه.
ومع نفاد مياه الخزانات وهطول الأمطار عند أدنى مستوياتها على الإطلاق، بدأت السلطات في ترشيد إمدادات المياه في العاصمة الإيرانية طهران، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها نحو 10 ملايين نسمة.
حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من أن أزمة المياه قد تؤدي إلى إخلاء أجزاء من طهران، وذهب إلى حد طرح إمكانية نقل العاصمة.
أسوأ موجة جفاف في إيران
وتعاني إيران حالياً من أسوأ موجة جفاف منذ نحو 60 عاما. وقال بزشكيان في وقت سابق من هذا الشهر: "إذا لم تمطر، فسيتعين علينا البدء في ترشيد استهلاك المياه في نوفمبر. وإذا استمر نقص الأمطار بعد ذلك، فلن يكون لدينا مياه، وسنضطر إلى إخلاء طهران"، على الرغم من أن مسؤولين آخرين سعوا إلى التقليل من أهمية الحاجة إلى نقل العاصمة.
منذ الأسبوع الماضي، انقطعت إمدادات المياه في طهران. كما دعت السلطات المواطنين إلى ترشيد استهلاكهم خلال النهار. ولم تُبلّغ مناطق أخرى من إيران حتى الآن عن أي ترشيد في استهلاك المياه.
ويشار إلى أن الخزانات الخمسة الرئيسية التي تزود طهران بالمياه هي الآن عند مستويات منخفضة تاريخيا، إذ لا تحتوي حاليا إلا على 11 في المائة من سعتها الإجمالية.
وفي مشهد، ثاني أكبر مدينة في إيران والتي يبلغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة، انخفضت مستويات المياه في الخزانات إلى أقل من ثلاثة في المائة من سعتها، مع خروج ثلاثة من السدود الأربعة التي تزود المدينة بالمياه عن الخدمة الآن.
وبشكل عام، جفت 19 سداً رئيسياً ـ تمثل 10% من خزانات إيران ـ تماماً، وهناك أكثر من 20 سداً تحتفظ بأقل من 5% من قدرتها.
موقف الحكومة من الأزمة
ولم يقدم المسؤولون الإيرانيون حتى الآن خطة ملموسة للتعامل مع حالة الطوارئ. وعادةً ما تقلل السلطات الإيرانية من شأن الأزمات لصرف الانتباه عن المسؤولية وتجنب نشر الذعر. لكن إقدام المسؤولين على إخلاء طهران أكّد على خطورة الوضع.
إن الحلول قصيرة الأجل موجودة، لكن الخبراء يقولون إن هناك حاجة إلى إصلاحات جوهرية وقرارات سياسية صارمة لتجنب الكارثة.
















0 تعليق