صدر مؤخرًا عن مكتبة الكلية الإكليريكية اللاهوتية بالأنبا رويس، كتاب "مجمع نيقية المسكوني ٣٢٥م - دراسة تاريخية من منظور اجتماعي وثائقي"، وهو عمل علمي أعدّه مجموعة من المترجمين، وقدم له البابا تواضروس الثاني، بينما تولى المراجعة أ. د. سامح فاروق رئيس قسم الدراسات اليونانية واللاتينية بكلية الآداب بجامعة القاهرة على النصوص اليونانية واللاتينية بالكتاب، وصمّم الفنان أبرام أيوب أيقونة الغلاف.
يأتي مشروع الكتاب في إطار احتفالات الكنيسة بمرور 17 قرن على انعقاد مجمع نيقية المسكوني، ورغبة في تقديم مرجع علمي رصين يجمع بين الدقة الأكاديمية والأسلوب المبسّط، معتمدًا على قراءة تحليلية لمراجع متخصصة عُولجت بطريقة تراعي القارئ غير المتخصص دون التنازل عن الغنى العلمي أو الأمانة البحثية.
وينقسم الكتاب إلى قسمين رئيسيين؛ يقدّم القسم الأول ستة فصول دراسية تتناول السياق التاريخي والجغرافي والمجتمعي لانعقاد مجمع نيقية، بالإضافة إلى أبرز شخصياته ومحاوره اللاهوتية، مركّزًا على جذور الجدل وأسبابه، ويُختتم هذا القسم بمقدمة تحليلية للوثائق المتعلقة بالمجمع.
أما القسم الثاني، فيضم ترجمة كاملة لثمانين وثيقة أصلية مرتبطة بمجريات المجمع وأصدائه، وقد أُرفقت النصوص العربية في مقابل الأصول اليونانية واللاتينية والسريانية صفحةً بصفحة، ليقدّم الكتاب مرجعًا متكاملًا للباحثين والدارسين وكل المهتمين بالتاريخ الكنسي وأحداث مجمع نيقية.
جدير بالذكر أن الكتاب متوفر حاليًا في مكتبة الكلية الإكليريكية بالكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس، ومن المنتظر أن يتوفر قريبًا في جميع المكتبات المسيحية.
وتقيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في الفترة من 18 إلى 22 نوفمبر الجاري، احتفالية كبرى بمرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول، تحت شعار "نيقية.. إيمان حي"، وذلك في ختام احتفالاتها بتلك المناسبة التاريخية التي تحتفظ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بإرثها الإيماني والروحي حيًا، حيث تودعه في وعي ووجدان أبنائها جيلًا بعد جيل.
فعاليات سابقة واحتفالات عالمية
وكانت الكنيسة قد أقامت احتفالية بمناسبة ذكرى نيقية في شهر مايو الماضي على المستوى الإقليمي، وهي احتفالية بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الثلاث بمنطقة الشرق الأوسط.
وعلى المستوى الدولي، استضافت المؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمي الذي تمحورت موضوعاته حول مجمع نيقية، ولاقى نجاحًا تنظيميًا كبيرًا بشهادة المشاركين البالغ عددهم 500 شخص، من 100 دولة.
كما كان المؤتمر فرصة لتؤكد الكنيسة القبطية أمام العالم المسيحي على شهادتها للإيمان المستقيم: إيمان مجمع نيقية.










0 تعليق