الجمعة 14/نوفمبر/2025 - 10:46 ص 11/14/2025 10:46:07 AM
تتعدد وظائف الإعلام وتتشعب بين التعليم والإخبار والترفيه والإعلان، غير أن الإعلام الوطني يبقى مستهدفا غرضا أصيلا هو التوعية والتثقيف مع الحرص على تغطية كافة الوظائف الأخرى بألوان برامجية تفي بالغرض وتحفظ له قدرا من التشويق والجاذبية الجماهيرية. يتمثل هذا الإعلام الذي أعنيه في مؤسسات وكيانات الهيئتين الوطنيتين للإعلام والصحافة، وكذلك في كيانات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي ولدت عملاقة ونجحت بسرعة شديدة في فرض منهجها الإعلامي برؤيته الوطنية والعلمية المدروسة سواء كان مقروءا أو مسموعا أو مرئيا، فنال اهتمام المتابع المصري بكل توجهاته.
ومن ثم، فإن قنوات وإذاعات وصحف مصر المملوكة للدولة تجعل هذا الهدف التوعوي نصب أعينها عند وضع الخطط فتراعي نسبا محسوبة بدقة لكافة الألوان البرامجية أو الأبواب الصحفية، ويظل القائم على رأس العمل مراعيا لتلك النسب فلا يستجيب لجماهيرية لون برامجي على حساب ألوان أخرى. كلنا مثلا يعرف ما لكرة القدم تحديدا وللبرامج الرياضية عامة وكذلك للمواد الدرامية والغنائية من قبول شعبي وجماهيري واسع، في حين أن البرامج العلمية ليست لها ذات القدر من الإقبال. وعلى الرغم من تلك الرغبة الجماهيرية يظل مدير كل منظومة حريصا على تواجد كل الخدمات بحسب أهميتها للمجتمع وليس وفقا لطلب الجمهور أو حتى لطلب صناع المحتوى في منظومته لعمل برامج تلقى نسبة قبول ومتابعة.
من هنا يأتي احترامي الشديد للزملاء من البرامجيين والأصدقاء من الصحفيين الذين قرروا اللعب في المناطق الأصعب والأندر جماهيرية، ما يضطرهم لبذل جهد مضاعف للوصول إلى قاعدة أوسع وأكثر انتشارا من الجماهير. وهناك شق وطني آخر تستهدفه منظومة الإعلام الوطنية وعلى رأسها خدمات الشركة المتحدة المختلفة عبر كل الوسائط الإعلامية المتاحة، ألا وهو الكشف عن المواهب في كافة المجالات وفي كل أنحاء الجمهورية حضرا وريفا وبادية.
ففي الشق الرياضي مثلا، ومع كثرة شكاوى الناس من اختفاء المواهب الكروية وعدم توافر الفرص الحقيقية لأبناء الأقاليم من أصحاب الموهبة في الوصول إلى الأندية الكبرى حيث فرص الاحتراف والتألق والنجومية، كان هناك برنامج "كابيتانو" الذي جلب كبار النجوم في عالم الساحرة المستديرة لاكتشاف المواهب الحقيقية ودعمها، ولا مانع بالطبع من ترشيحها لمدربين داخل الأندية التي ينتمي إليها هؤلاء النجوم ضيوف الكابيتانو.
وعلى مستوى ريادة الأعمال كان للشركة المتحدة السبق في إنتاج برنامج شارك تانك، واستطاعت المتحدة جذب عدد من كبار المستثمرين للمشاركة في تقييم المشاريع المقدمة ودعمها بضخ مبالغ للتمويل مقابل نسب منطقية من الشراكات بمبدأ " الربح للجميع"، وكم هي المشاريع التي توفر لها التمويل الذي يضمن لها النجاح الأمر الذي منح أصحابها فرص الاستمرار وزيادة الاستثمار، ولا أستبعد أن أجد خلال عامين على الأكثر بعضا من تلك المشاريع الاستثمارية الرائدة وقد صار يملأ الأسواق إنتاجا ونجاحا، خاصة وأن بعضا من شباب رجال وسيدات الأعمال رواد تلك الأعمال لديهم طموح كبير وشرعوا بالفعل في تصدير منتجاتهم وفتح أسواق لها في الخارج.
هناك برامج أخرى لم تكن أفكارها لتجد قبولا ولا عناية ولا اهتماما من صناع الإعلام الخاص، كما أنها تحتاج لعين خبير من منتجي الإعلام المرئي، فما كان من المتحدة إلا ان تتصدى لهذا الجهد لتكون داعمة لقنوات وصحف وإذاعات ومواقع الإعلام الرسمي بما يخلق نوعا من التكامل بين الكيانات الإعلامية الوطنية وليكمل كل منهم الآخر لصناعة محتوى يرقى بالمجتمع ويعالج مشكلاته. ومن هنا فقد تابعنا عددا من البرامج الدينية وكذلك الفنية التي تعنى بجوهر المحتوى فحواه، وليس بالآراء الخلافية التي تهدم ثوابت المجتمع وتفتت أواصره وتفرق بين طوائفه، وفي هذا جهد لو تعلمون عظيم.


















0 تعليق