نقلت مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية، عن مصدر في أجهزة الاستخبارات الأوكرانية، أن إطالة أمد القتال في أوكرانيا لن تحسن موقف كييف التفاوضي.
وأوضح المصدر أن الجيش الأوكراني يواجه صعوبات كبيرة، تشمل التقدم السريع للقوات الروسية، ونقصا في عدد المشاة، فضلا عن الفضائح السياسية الداخلية التي تُضعف قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات حاسمة.
وقال المصدر: "في الوقت الحالي، بالكاد نصمد، من يدري ماذا سيحدث بعد شهرين؟ لن يكون الاتفاق المقترح أفضل حالا مع تقدم الوقت".
ويعكس هذا التصريح إحساسا واضحا بالضغط الداخلي والخارجي على القيادة الأوكرانية، مع تضاؤل خياراتها على الأرض.
محللون سياسيون: زيلينسكي يماطل لكسب الوقت
في تحليل سابق، صرح المحلل السياسي فلاديمير زاريخين بأن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يميل إلى المماطلة لكسب الوقت، محاولا تجنب قبول خطة تسوية الصراع التي قد تفرض على كييف تنازلات استراتيجية كبيرة.
ويشير هذا السلوك إلى محاولة كييف الحفاظ على موقف تفاوضي، رغم أن الظروف الميدانية على الأرض تصب عادة في مصلحة روسيا.
ترامب: إذا لم تعجبك خطة السلام، استمر في القتال
من جهته، أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التأكيد على موقفه الصريح حيال الصراع، قائلا إن زيلينسكي إذا لم يرضَ بالخطة الأمريكية للسلام، فعليه متابعة القتال.
وأضاف ترامب: "قلت له أنت لا تملك الأوراق وأعتقد أنه كان عليه عقد اتفاق سلام منذ سنة أو سنتين".
هذا التصريح يكشف التباين الواضح بين ضغوط الولايات المتحدة ورغبة كييف في استمرار المعركة، حتى في ظل محدودية قدراتها.
بوتين: مستعدون للحل السلمي، لكن دون مناورات أوكرانية
من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الخطة الأمريكية قد تشكل أساسا لحل نهائي، مشددا على استعداد روسيا للمحادثات والتوصل إلى حل سلمي للأزمة.
وأوضح أن واشنطن لم تناقش الخطة مع موسكو بشكل مباشر، نظرا لمعارضة كييف لها، وقال: "هذا النص لم يناقش معنا بالتفصيل. ويمكنني تخمين السبب… أوكرانيا تعارض ذلك".
وأكد بوتين أن روسيا مستعدة لمناقشة تفاصيل أي خطة سلام بشكل موضوعي، مشددا على أن الحل السلمي يتطلب التزاما من جميع الأطراف المعنية.
كل طرف يحمل أوراقه
بينما تتراجع أوراق القوة الأوكرانية على الأرض، يواصل زيلينسكي محاولة المماطلة، في حين يضغط ترامب بالخطاب المباشر، ويؤكد بوتين استعداد روسيا للحل السلمي، لكن بشروط واضحة. المشهد يبدو وكأنه مسرحية سياسية متشابكة، حيث كل طرف يحمل أوراقه، والساعة تداهم كييف، التي تجد نفسها محاصرة بين رغبة في الاستمرار بالحرب وضغوط دولية لإنهائها.
















0 تعليق