قال الناقد والمؤرخ الفني محمد شوقي، إنه شارك في ندوة خاصة عن الفنان الكبير محمود ياسين أُقيمت على هامش مهرجان بورسعيد السينمائي الأول، بحضور الكاتب والمؤلف عمر محمود ياسين نجل الفنان الراحل، مؤكدًا أن الندوة كانت ثرية ومؤثرة وشهدت حضورًا لافتًا من المثقفين والفنانين وأبناء بورسعيد، ما يعكس المكانة الكبيرة التي يحتلها محمود ياسين في قلوب جمهوره ومحبيه.

وأوضح شوقي خلال برنامج “أطياف” المذاع على قناة “الحياة”، أن الفنان محمود ياسين كان ظاهرة فنية استثنائية في تاريخ السينما المصرية، مشيرًا إلى أنه في ذروة مجده كان يقدم ما يقرب من اثني عشر إلى ثلاثة عشر فيلمًا في العام الواحد كبطل مطلق، ومع ذلك ظل مهتمًا بالثقافة والفكر، وسعى دائمًا لتقديم أعمال تحمل قيمة إنسانية وتاريخية.

وأضاف أن ياسين خالف السائد في عصره، إذ كان يُقال إن النجم السينمائي “يحرق نفسه” إذا ظهر في التلفزيون، لكنه رفض هذه الفكرة تمامًا، مؤمنًا بأن الفن رسالة لا تعرف حدود الوسيط، فقدم في التلفزيون أربعةً وعشرين عملًا تاريخيًا تُعد من أبرز ما أنتجته الدراما العربية، رسخ بها حضوره كممثل مثقف وفنان صاحب مشروع فكري وإنساني.

وأكد شوقي أن محمود ياسين سيظل رمزًا للفنان المثقف والفتى الأول الحقيقي في تاريخ السينما المصرية، الذي جمع بين الجماهيرية والوعي الثقافي في معادلة نادرة يصعب تكرارها.