في ذكرى ميلادها.. لماذا لُقبت هند رستم بـ"مارلين مونرو الشرق"؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحل اليوم الذكرى الـ94 لميلاد الفنانة القديرة هند رستم، إحدى أيقونات السينما المصرية والعربية التي ولدت في 12 نوفمبر 1931، وتركت إرثًا فنيًا خالدًا جعلها تتربع على عرش الجمال والإغراء في العصر الذهبي للفن. 

ورغم مرور أكثر من تسعين عامًا على ميلادها، ما زالت أعمالها وصورها تحظى بإعجاب الأجيال الجديدة، لتظل هند رستم علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية.

من الطفولة القاسية إلى بريق الشاشة

ولدت هند رستم في حي محرم بك بمدينة الإسكندرية لأسرة أرستقراطية من أصول شركسية، لكنها لم تعش طفولة هادئة كما يتوقع البعض، إذ عانت من طلاق والديها وقسوة زوجة أبيها، ما جعلها تبحث عن ذاتها مبكرًا في عالم الفن الذي وجدت فيه متنفسًا لحلمها وشغفها بالتمثيل.

بدأت مشوارها الفني في عام 1947 من خلال أدوار صغيرة، كان أولها في فيلم "أزهار وأشواك"، لكن ملامح الموهبة سرعان ما لفتت أنظار المخرجين إليها، خصوصًا بعد لقائها بالمخرج حسن رضا الذي تزوجته لاحقًا وكان له دور بارز في دعمها وصقل موهبتها.

انطلاقة فنية وبصمة لا تُنسى

قدمت هند رستم خلال مسيرتها أكثر من 74 فيلمًا شكلت مزيجًا بين الأنوثة والقوة، من بينها أعمال خالدة مثل "شفيقة القبطية"، "ابن حميدو"، و"الراهبة".

ما ميّز هند رستم هو قدرتها على تقديم شخصية المرأة الجريئة والعاطفية دون أن تسقط في الابتذال، حيث امتلكت ملامح أنثوية آسرة وصوتًا مميزًا جعلها تختلف عن أي نجمة في زمنها، لتصبح رمزًا للجمال والإغراء الراقي في السينما العربية.

سر لقب “مارلين مونرو الشرق”

اللقب الذي التصق بها طوال حياتها، "مارلين مونرو الشرق"، لم يكن مجرد مقارنة في الشكل بين شعرها الأشقر وملامحها الغربية، بل لأنه مثلما كانت مارلين مونرو رمزًا للأنوثة في هوليوود، كانت هند رستم النسخة الشرقية لتلك الأنوثة، بمزيج من الرقي والتمرد والجاذبية.

تميزت هند رستم بقدرتها على الجمع بين الأنوثة الطاغية والقوة الداخلية، فكانت تقدم أدوار المرأة المستقلة القادرة على التحكم في مصيرها، لتصبح نموذجًا مختلفًا عن الصورة النمطية للمرأة في السينما آنذاك.

 

ملكة الإغراء الراقية

ورغم الألقاب التي ارتبطت بها، مثل "ملكة الإغراء"، رفضت هند رستم أن تُختزل مسيرتها في هذا الجانب فقط، فقد كانت فنانة مثقفة تدرك أهمية الدور السينمائي وقيمته، فاختارت أعمالًا تحمل رسائل إنسانية واجتماعية، وتمكنت من فرض حضورها حتى على كبار النجوم والمخرجين.

كانت تقول دائمًا: "الإغراء مش لبس، الإغراء فن وإحساس"، وهي عبارة تلخص فلسفتها الفنية التي جعلت منها فنانة راقية لا تُنسى، وواحدة من أعظم نجمات الشاشة الفضية.

حياتها الشخصية.. من الأضواء إلى الهدوء

تزوجت هند رستم مرتين، الأولى من المخرج حسن رضا الذي أنجبت منه ابنتها الوحيدة بسنت، ثم تزوجت من الدكتور محمد فياض، الطبيب الذي دعم قرارها باعتزال الفن لتكرّس حياتها للعائلة بعيدًا عن صخب الأضواء.

عرفت هند بحبها الشديد لزوجها الثاني، وكانت ترى في حياتها الأسرية مكافأة عن رحلة طويلة من التعب والتحدي، فاختارت الابتعاد عن الكاميرات وهي في قمة مجدها الفني لتعيش حياة هادئة مستقرة.

أزمات ومعاناة نفسية في الخفاء

ورغم شهرتها الواسعة، مرت هند بأزمات نفسية صعبة، أبرزها معاناتها من ما عُرف بـ"مرض الوهم"، إذ كانت تعتقد أنها مصابة بمرض السرطان مثل والدتها، رغم تأكيد الأطباء على سلامتها، وهو ما أثر عليها نفسيًا لسنوات طويلة.

لكنها ظلت رمزًا للصمود والجمال الداخلي، وظلت حتى رحيلها تحتفظ بابتسامتها الدافئة ولباقتها التي أحبها الجمهور.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق