حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر من خطورة الوضع الإنساني المتدهور في السودان، مؤكدًا أن الأزمة الحالية تنذر بمخاطر إنسانية واسعة النطاق قد تمتد آثارها إلى دول الجوار إذا لم يتم التحرك العاجل لاحتوائها.
كارثة إنسانية مستمرة جراء تمرد الدعم السريع
وأوضح فليتشر في بيان صدر عن مكتبه، أن الصراع المستمر منذ أكثر من عام ونصف بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعاني ملايين المدنيين من نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الطبية، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية في مناطق واسعة من البلاد.
وأشار المسؤول الأممي، إلى أن التقارير الميدانية تؤكد أن أكثر من 25 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بينهم أكثر من 6 ملايين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، إلى جانب ملايين النازحين الذين فرّوا من مناطق القتال في دارفور والخرطوم وولاية الجزيرة إلى ولايات أكثر استقراراً أو إلى دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر.
وأكد فليتشر، أن الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة "مستعدة لتكثيف عمليات الإغاثة فور توفر التمويل اللازم وضمانات الوصول الآمن إلى المحتاجين"، مشيرًا إلى أن الأولويات العاجلة تشمل توفير الغذاء والأدوية المنقذة للحياة، إضافة إلى دعم برامج المياه والصرف الصحي والحماية للأطفال والنساء.
وأوضح أن منظمات الأمم المتحدة، وعلى رأسها برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف، تواصل العمل في ظروف شديدة الخطورة، إذ تواجه فرق الإغاثة صعوبات بالغة في الوصول إلى بعض المناطق بسبب القتال وقطع الطرق ونهب المساعدات. ودعا فليتشر جميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين دون قيود أو استهداف للعاملين في المجال الإنساني.
كما ناشد وكيل الأمين العام المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المالي واللوجستي لخطة الاستجابة الإنسانية للسودان، والتي لم تتلقَّ حتى الآن سوى نحو 30% من التمويل المطلوب. وقال إن استمرار تجاهل الأزمة قد يؤدي إلى "انهيار كامل للخدمات الحيوية وانتشار الأوبئة والمجاعة"، محذراً من أن السودان يمر بمرحلة حرجة تستدعي تحركاً جماعياً عاجلاً.
وختم فليتشر تصريحه بالتأكيد على أن الأمم المتحدة ستظل ملتزمة بالوقوف إلى جانب الشعب السوداني، والعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لإيجاد حل إنساني وسياسي شامل للأزمة، يضمن حماية المدنيين وعودة الحياة الطبيعية تدريجياً إلى المدن والقرى المنكوبة.












0 تعليق