تشير أبحاث علمية حديثة إلى أن شرب مزيج متوازن من القهوة والشاي والماء على مدار اليوم لا يقتصر دوره على ترطيب الجسم فحسب، بل يمتد ليقدم فوائد صحية إضافية قد تُسهم في زيادة طول العمر والوقاية من الأمراض المزمنة، وذلك وفق دراسة نشرت في الدورية البريطانية للتغذية.
فقد رصدت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون سبعة إلى ثمانية أكواب يومياً من هذه المشروبات يعيشون حياة أطول ويتمتعون بصحة أفضل، مقارنة بأولئك الذين يستهلكون كميات أقل.
مزيج القهوة والشاي والماء: سر الفائدة القصوى
أوضحت الدراسة أن الجمع بين القهوة والشاي مع الماء يحقق أكبر فائدة صحية، خصوصاً عند نسب توازن معينة تتراوح بين كوبين إلى ثلاثة أكواب من القهوة مقابل الشاي، بينما يقدم تناول القهوة أو الشاي بمفردهما فائدة أقل بكثير.
وقد تابعت الدراسة أكثر من 182,000 بالغ على مدار متوسط 13.3 عاماً، واعتمدت على تقييمات دقيقة للنظام الغذائي لمدة 24 ساعة لتحديد كمية المشروبات المستهلكة، مع مراعاة الفروق الفردية في أسلوب الحياة والتغذية.
ترطيب الجسم وتأثير الكافيين
رغم أن القهوة والشاي يحتويان على الكافيين الذي قد يكون مدراً للبول، فإن تأثيره على فقدان الماء يعتبر قصيراً ومحدوداً، خاصة عند الاستهلاك المنتظم، حيث يتكيف الجسم تدريجياً مع تأثيراته ويعاني من فقدان أقل للسوائل على مدار اليوم مقارنة بالمشروبات الأخرى.
وهذا يعني أن القهوة والشاي يمكن أن يساهمان في ترطيب الجسم بشكل فعال إلى جانب الماء، ما يجعل هذا المزيج مثالياً للحفاظ على الصحة العامة.
دعم الصحة على المدى الطويل
بالإضافة إلى الترطيب، ارتبط شرب القهوة بانخفاض خطر الإصابة بعدة أمراض مزمنة مثل داء السكري من النوع الثاني، وأمراض الكبد، وبعض أنواع السرطان، فضلاً عن تقليل خطر الوفاة المبكرة. والسر يكمن في المواد الكيميائية النباتية والمضادات الأكسدة التي تحتويها القهوة والشاي، والتي تحاكي تأثير الفواكه والخضراوات في دعم الصحة وتقليل الالتهابات وحماية الخلايا من التلف التأكسدي.
استهلاك يومي متوازن من القهوة والشاي والماء
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الحفاظ على استهلاك يومي متوازن من القهوة والشاي والماء ليس مجرد وسيلة لترطيب الجسم، بل استراتيجية فعالة لدعم الصحة العامة وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة، مما يجعل هذه المشروبات خياراً يومياً يمكن أن يسهم بشكل ملموس في تحسين جودة الحياة وزيادة طول العمر.
















0 تعليق