بين صخب الأسواق وتقلبات الطاقة، يظهر النفط كحارس لأحلام الاقتصاد العالمي، يراقب كل تحرك سياسي وتجاري، اليوم، تشهد الأسواق ارتفاعًا جديدًا، مدعومًا بتفاؤل بإنهاء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، بينما تحافظ “أوبك+” على نهجها الحذر تجاه الإنتاج.

ارتفاع أسعار النفط

وارتفعت أسعار النفط اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025، مع إشارات إيجابية بانتهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي استمر منذ بداية أكتوبر، ما يُتوقع أن يعزز الطلب في أكبر سوق مستهلك للطاقة عالميًا. فقد سجل خام برنت ارتفاعًا قدره 47 سنتًا، بنسبة 0.74% ليصل إلى 64.10 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 50 سنتًا (0.84%) إلى 60.25 دولارًا للبرميل، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية “واس”.

التوصل إلى اتفاق مؤقت لتمويل الحكومة حتى 30 يناير

وقد أعلن مجلس الشيوخ الأمريكي عن التوصل إلى اتفاق مؤقت لتمويل الحكومة حتى 30 يناير، ما يمهد لإنهاء الإغلاق القياسي، في خطوة انعكست إيجابيًا على أسعار النفط التي شهدت انخفاضًا سابقًا قبل الاتفاق.

دول “أوبك+” زيادة الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يوميًا للأشهر الماضية

على صعيد الإنتاج، قررت دول “أوبك+” زيادة الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يوميًا للأشهر الماضية، مع تعليق أي زيادات جديدة في بداية 2026، ضمن جهودها لموازنة السوق وسط توقعات بفائض قدره 3 ملايين برميل يوميًا. 

كما أكدت الدول الثماني المشاركة في الاجتماعات (السعودية، روسيا، العراق، الإمارات، الكويت، كازاخستان، الجزائر، وعمان) على أهمية المرونة في إدارة التخفيضات التطوعية البالغة 1.65 مليون برميل يوميًا، ومراجعة الأسواق بانتظام، على أن يعقد الاجتماع القادم في 30 نوفمبر 2025.

على الصعيد التجاري، تأتي هذه التطورات بالتوازي مع تحذيرات أمريكية للصين والهند بشأن استيراد النفط الروسي، وسط استمرار حرب الرسوم الجمركية، فيما أعلنت الولايات المتحدة خفض الرسوم على البضائع الصينية إلى 47% بعد إحراز تقدم في ملفات فول الصويا والمعادن النادرة والفنتانيل.

وشهد الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة والصين، في جنيف، خفض الرسوم الجمركية الأمريكية على السلع الصينية من 145% إلى 30%، والصينية على الواردات الأمريكية من 125% إلى 10%، إضافة إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي يحدد رسومًا بنسبة 15%.