انسحب وفد السودان من أعمال الدورة الـ26 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، التي تُعقد في العاصمة السعودية الرياض، احتجاجًا على اعتماد المرشحة الإماراتية شيخة ناصر النويس أمينًا عامًا للمنظمة.
جاء هذا الانسحاب بعد كلمة وزير الثقافة والإعلام والسياحة السوداني، خالد الإعيسر، أمام الجمعية العامة، مباشرة قبل بدء الجلسة الثانية المخصصة للتصويت.
رفض السودان لاختيار مرشحة إماراتية
أكدت وكالة السودان للأنباء "سونا" أن انسحاب الوفد السوداني جاء "تأكيدًا لموقف السودان الرافض لاختيار رئيس للمنظمة من دولة الإمارات العربية المتحدة".
واعتبر الوزير الإعيسر أن هذا القرار يعكس التزام السودان بالدفاع عن حقوقه ومصالحه الوطنية، ويعكس رفضه لأي محاولات للتغاضي عن الاعتداءات التي تعرض لها قطاع السياحة في بلاده.
اتهامات بدعم خارجي للدمار في السودان
خلال كلمته، شدد الإعيسر على أن الدمار الممنهج الذي أصاب البنية التحتية والفوقية لقطاع السياحة السوداني "جاء نتيجة لاعتداءات ميليشيا الدعم السريع المدعومة من قوى إقليمية وخارجية".
وأضاف أن هذه الدول "أسهمت في تمويل وتغذية آلة الحرب التي دمرت مقدرات الشعب السوداني وبلاده، التي تُعد من أكثر الدول امتلاكًا للمقومات السياحية والمعالم التاريخية والحضارات القديمة والمحميات الطبيعية".
شكر للسعودية وعلاقات ثنائية متينة
من جهة أخرى، قدم الوزير السوداني شكره للمملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعبًا، على تنظيم واستضافة أعمال الدورة، معبرًا عن تقدير بلاده لعلاقات التعاون التاريخية بين الخرطوم والرياض.
وأكد أن السودان يستغل مثل هذه المحافل الدولية لإيصال رسائل للعالم لحث الدول على الوقوف إلى جانبه ومناصرة قضاياه العادلة.
اعتماد المرشحة الإماراتية وافتتاحية تاريخية
على الرغم من انسحاب السودان، تم اعتماد المرشحة الإماراتية شيخة ناصر النويس أمينًا عامًا لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للفترة 2026–2029، بعد موافقة غالبية الدول المشاركة.
وتعد النويس أول امرأة في العالم وأول شخصية إماراتية تتولى قيادة المنظمة منذ تأسيسها قبل خمسين عامًا.
وأعربت عن شكرها لدعم الدول الأعضاء، مؤكدة أن السياحة ليست مجرد صناعة اقتصادية، بل جسر للتواصل الإنساني وركيزة لتعزيز السلام والتنمية المستدامة بين الشعوب والثقافات.
فعاليات الدورة وأبرز المشاركين
تُعقد فعاليات الدورة الـ26 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة خلال الفترة من 7 إلى 11 نوفمبر الجاري تحت شعار: "السياحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي: إعادة تعريف المستقبل".
ويشارك فيها أكثر من 160 دولة يمثلها وزراء السياحة، إلى جانب أكثر من 300 هيئة ومنظمة متخصصة في القطاع السياحي.
وتشمل أعمال الدورة جلسات نقاشية وعروضًا تقديمية حول مستقبل السياحة العالمية ودور الابتكار والتقنيات الحديثة في تطوير هذا القطاع الحيوي.
















0 تعليق