أكد نائب الرئيس السوري الأسبق فاروق الشرع أن سوريا استطاعت خلال الأشهر الإحدى عشرة الماضية أن تحقق “إنجازات سياسية ودبلوماسية ملموسة” بعد سنوات من العزلة الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن البلاد استعادت تدريجياً حضورها في الساحة العربية، وبدأت مرحلة جديدة من الانفتاح والتعاون.
وجاءت تصريحات الشرع خلال لقاء نُشر في وسائل إعلام محلية، شدّد فيه على أن ما تحقق في العام الأخير “لم يكن وليد المصادفة، بل ثمرة لجهود سياسية طويلة أعادت التوازن إلى علاقات سوريا مع جيرانها ومع القوى الإقليمية الكبرى”.
عودة تدريجية إلى الساحة العربية
قال الشرع إن سوريا انتقلت خلال فترة وجيزة “من دولة معزولة إلى طرف فاعل في ملفات المنطقة”، موضحاً أن إعادة فتح السفارات وعودة المشاركة السورية في اجتماعات الجامعة العربية شكلت مؤشراً واضحاً على تحوّل الموقف العربي من العزلة إلى التعاون.
وأضاف أن اللقاءات الرسمية المتكررة بين دمشق وعدد من العواصم الخليجية والعربية “تعكس إرادة مشتركة لفتح صفحة جديدة تقوم على احترام السيادة وتعزيز المصالح المتبادلة”، مؤكداً أن “سوريا لا تسعى للعودة إلى الوراء، بل لبناء علاقات تقوم على الندية والانفتاح”.
دعم اقتصادي متزايد ومشروعات مشتركة
وأشار الشرع إلى أن الأشهر الماضية شهدت تقدماً في العلاقات الاقتصادية، خصوصاً مع دول الخليج، حيث تم الإعلان عن مبادرات سعودية وقطرية لدعم الاقتصاد السوري وتمويل مشاريع خدمية في مجالات الطاقة والبنية التحتية.
كما لفت إلى أن هذه الخطوات “تمثل تحوّلاً نوعياً في النظرة إلى سوريا بعد أكثر من عقد من العقوبات والتجميد الاقتصادي”، مؤكداً أن “استعادة الثقة ستفتح الباب أمام استثمارات جديدة وإعادة إعمار واسعة النطاق”.
وتشير تقارير اقتصادية إلى أن الصندوق السعودي للتنمية قدّم منحاً نفطية تجاوزت 1.6 مليون برميل لدعم الأسواق السورية، فيما أطلقت الدوحة والرياض مبادرة تمويل بقيمة 89 مليون دولار لتعزيز الخدمات الأساسية.
تحديات ما بعد الانفتاح
رغم الإشادة بالإنجازات، حذّر الشرع من أن “المرحلة المقبلة أصعب”، مشدداً على أن سوريا ما زالت تواجه تحديات اقتصادية خانقة تتطلب إصلاحات داخلية وإدارة رشيدة للموارد.
وأوضح أن “العودة إلى الساحة العربية خطوة أولى فقط، تليها مهمة أصعب وهي استعادة الثقة الكاملة في الداخل، وتحسين مستوى المعيشة للمواطن السوري الذي عانى لسنوات من الأزمات”.
كما أشار إلى أن نجاح دمشق في هذه المرحلة “يتوقف على قدرتها في تحقيق توازن بين الشراكات الجديدة ومتطلبات الاستقرار الداخلي”، لافتاً إلى أن “التعاون العربي الصادق هو الركيزة الأساسية لأي نهضة سورية قادمة”.
رؤية لمستقبل أكثر استقراراً
في ختام حديثه، أكد الشرع أن سوريا “تسير في الاتجاه الصحيح نحو استعادة دورها التاريخي في المنطقة”، وأن إنجازات الـ11 شهراً الأخيرة “ليست سوى بداية لمسار طويل من الإصلاح والانفتاح”.
وأضاف أن “الإرادة السياسية والجهد الدبلوماسي أعادا لدمشق مكانتها تدريجياً، لكن الحفاظ على هذا الزخم يتطلب عملاً متواصلاً ودعماً عربياً صادقاً”.


















0 تعليق