أعلن رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشيلين، أن وحدات من القوات الأوكرانية المحاصرة في مدينتي كراسنوأرميسك وديميتروف بدأت بالفعل في الاستسلام أمام القوات الروسية، بعد أيام من المعارك العنيفة التي شهدتها المنطقة.
وأوضح بوشيلين في تصريحات لقناة "في جي تي آر كيه" الروسية، أن "القوات الأوكرانية حاولت مراراً كسر الحصار وتنفيذ هجمات مضادة، لكنها فشلت في تحقيق أي تقدم، ما دفع العديد من الوحدات إلى إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم".
وأضاف أن "الجيش الروسي يواصل تقدمه الميداني وفق خطة مدروسة وفعالة تعتمد على تطويق المجموعات الأوكرانية وقطع خطوط إمدادها بشكل تدريجي"، مشيراً إلى أن الوضع الميداني يسير "بشكل محسوب ومتوازن يحقق الأهداف دون خسائر كبيرة في صفوف القوات الروسية".
خسائر فادحة في صفوف القوات الأوكرانية
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر بشرية كبيرة خلال الساعات الماضية، تجاوزت 275 جندياً في منطقتي كراسنوأرميسك وديميتروف.
وذكرت الوزارة أن القوات الروسية أحبطت سبع محاولات أوكرانية لفك الحصار، إلى جانب ثماني محاولات فرار شمالاً من الطوق المفروض، مؤكدة أن الطيران الروسي والقوات الصاروخية "استهدفت بدقة مواقع تجمعات أوكرانية وآليات مدرعة كانت تحاول إعادة الانتشار".
كما أشارت التقارير الروسية إلى أن القوات الأوكرانية تعاني من نقص حاد في الذخيرة والمؤن، إضافة إلى تراجع الروح المعنوية بعد فشل الدعم اللوجستي من الجبهات الغربية والجنوبية.
تطورات الأوضاع في أوكرانيا
تأتي هذه التطورات في ظل تصعيد ميداني ملحوظ شرق أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة، حيث كثفت روسيا من عملياتها الهجومية في محاور دونيتسك وزابوروجيا وخاركيف، في وقت تواجه فيه كييف صعوبات في التعويض عن خسائرها البشرية والميدانية.
وكانت القيادة الأوكرانية قد اعترفت سابقاً بصعوبة الموقف في جبهة دونباس، مطالبةً حلفاءها الغربيين بتسريع تسليم أنظمة الدفاع الجوي والذخائر.
في المقابل، تقول موسكو إن العملية العسكرية الخاصة "تسير وفق أهدافها الموضوعة"، مؤكدة أن "الجيش الروسي يحقق تقدماً ثابتاً في الميدان"، بينما تتهم كييف القوات الروسية بـ"تدمير البنية التحتية المدنية" وارتكاب "انتهاكات ضد المدنيين"، وهي اتهامات تنفيها موسكو.
تحليلات واستشراف للمشهد المقبل
يرى مراقبون أن استسلام وحدات أوكرانية محاصرة في كراسنوأرميسك وديميتروف قد يشكل تحولاً استراتيجياً في مسار المعارك بشرق البلاد، إذ يمهّد لتقدم روسي أوسع نحو كراماتورسك وسلافيانسك، آخر معاقل القوات الأوكرانية الكبرى في دونيتسك.
كما يشير المحللون إلى أن الشتاء القارس القادم قد يزيد من صعوبة العمليات العسكرية للطرفين، لكنه سيمنح روسيا أفضلية لوجستية وتقنية بفضل تفوقها في الإمداد والتموين.
ومع استمرار القتال وتباطؤ المساعدات الغربية، تبدو آفاق التسوية السياسية بعيدة، فيما يتزايد الحديث في الأوساط الدولية عن ضرورة وقف إطلاق النار وإطلاق مفاوضات سلام جديدة قد تعيد رسم خريطة الصراع الأوكراني في الشهور المقبلة.


















0 تعليق