هل يجوز أن تهب الأم ذهبها كله لابنتها؟ عضو الأزهر للفتوى يوضح

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تواجه العديد من الأسر أسئلة قانونية ودينية مهمة حول كيفية التصرف في الأموال والممتلكات، خاصةً الذهب والمقتنيات الثمينة، وما إذا كان مسموحًا لـ الأم أن تهب كل ذهبها لابنتها دون باقي الأبناء. 

وفي هذا السياق، أوضحت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الحكم الشرعي يختلف بشكل جوهري حسب نوع التصرف ووقته، حيث يتضح الفرق بين الوصية التي تُنفّذ بعد الوفاة، وبين الهبة التي تُعطى أثناء حياة المالك.

شروط تنفيذ الوصية

أوضحت هبة إبراهيم خلال حوارها في برنامج "حواء" على قناة الناس أن تنفيذ الوصية له ضوابط محددة في الشريعة الإسلامية، حيث لا يمكن تنفيذ الوصية إلا بعد وفاة الموصي، ويجب أن تكون محدودة بحيث لا تتجاوز ثلث التركة إذا كانت للغير، أما إذا كانت الوصية موجهة للورثة أنفسهم، فيستلزم موافقة باقي الورثة، وهذا لضمان العدالة وحق كل وارث في نصيبه المشروع. 

وبهذا، فإن الشريعة حرصت على ضبط عملية توزيع الأموال بعد الوفاة بما يضمن حفظ حقوق جميع الأبناء وعدم التسبب في أي ظلم.

الهبة أثناء الحياة وحق الابنة

أما الهبة أثناء الحياة، فقد أكدت هبة إبراهيم أنه يجوز للأم أن تعطي ابنها أو ابنتها جزءًا أو كلًا من ممتلكاتها طالما كانت عاقلة راشدة، أي مدركة لما تفعل، مع الالتزام بالعدالة بين الأبناء وعدم التمييز بين واحد منهم وآخر، لأن التفضيل غير المبرر يورث العداوة والمشاحنات داخل الأسرة. 

وأضافت أن النبي ﷺ لم يوافق على أن يشهد على هبة لأحد الأبناء دون الآخرين، مؤكدة أن الأصل في الشريعة هو العدل والمساواة في توزيع المال بين الأبناء بعد الوفاة وفق أنصبة الميراث المحددة، وأن أي تجاوز أو تفضيل يُعد ظلمًا شرعيًا يستوجب الحذر منه.

بناء علاقات أسرية سليمة

وأشارت عضو مركز الأزهر للفتوى إلى أن الهدف من هذه الأحكام هو ترسيخ المودة والمحبة داخل الأسرة، مع التأكيد على أن توزيع المال وفق العدالة لا يقلل من حق المحبة أو التقدير بين الأبناء، بل بالعكس، فهو يحافظ على استقرار الأسرة ويجنبها الصراعات والنزاعات المحتملة بسبب الظلم أو التفضيل غير المبرر. 

لذا، فإن الهبة أو الوصية يجب أن تتم دائمًا بروح من الإنصاف والمودة، مع مراعاة الشروط الشرعية التي تكفل حفظ حقوق الجميع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق