ذاكرة اليوم.. افتتاح مكتبة بودلي بجامعة أوكسفورد أمام الجمهور منذ 4 قرون

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في قلب مدينة أوكسفورد البريطانية، وبين جدران جامعة تعد من أعرق الجامعات في العالم، فتحت أبواب واحدة من أقدم وأهم المكتبات العالمية أمام الجمهور مكتبة بودلي (Bodleian Library)، التي تعد درة التاج في صرح الثقافة والمعرفة الإنجليزية، هذا الافتتاح الاستثنائي أتاح لعامة الناس فرصة نادرة للاقتراب من تاريخ يمتد لأكثر من أربعة قرون من البحث والعلم، ولرؤية كنوز مخطوطة ومقتنيات طالما كانت حكرًا على الأكاديميين والباحثين فقط.

202739859b.jpg

تأسيس المكتبة

تأسست مكتبة بودلي في عام 1602 على يد العالم والدبلوماسي السير توماس بودلي، الذي أعاد إحياء مكتبة الجامعة القديمة بعد أن تهدمت بسبب الإهمال، ومنذ ذلك الحين، أصبحت المكتبة القلب النابض للبحث العلمي في أوكسفورد، والمصدر الأساسي للمعرفة لأجيال متعاقبة من العلماء والأدباء والفلاسفة واليوم، وبعد قرون من التفرد الأكاديمي، قررت الجامعة أن تفتح بعض أجنحتها التاريخية للجمهور، ضمن مشروع ثقافي ضخم يهدف إلى جعل التراث الإنساني متاحًا للجميع، لا حكرًا على النخبة.

مخطوطات علمية لأساطين الفكر

شمل الافتتاح مناطق مدهشة من المكتبة، أبرزها قاعة القراءة الأصلية ذات الأسقف الخشبية المزخرفة التي تعود إلى القرن السابع عشر، ومكتبة الدوقات القديمة التي كانت شاهدًا على تطور الفكر الأوروبي منذ عصر النهضة كما تم تجهيز قاعات عرض حديثة تعرض مجموعة نادرة من المخطوطات، من بينها صفحات من إنجيل غوتنبرغ، ونسخة أصلية من أعمال شكسبير، ومخطوطات علمية لأساطين الفكر مثل إسحاق نيوتن وجون لوك.

5ed4b57780.jpg

ولم تغب التكنولوجيا الحديثة عن هذا الحدث التاريخي، فقد أطلقت إدارة المكتبة تطبيقًا رقميا يسمح للزوار بتصفح المقتنيات النادرة افتراضيًا، والاستماع إلى شرح تفاعلي عن تاريخها ومحتواها، كما أنشئ مركز جديد للزوار يقدم عروضًا مرئية ثلاثية الأبعاد تحاكي مراحل تطور المكتبة منذ تأسيسها وحتى اليوم.

وتقول مديرة المكتبة الحالية إن الهدف من فتح الأبواب أمام الجمهور هو “تحويل المعرفة من رفوف مغلقة إلى تجربة حية يمكن للجميع التفاعل معها”، مؤكدة أن المكتبة لم تعد مجرد مكان لحفظ الكتب، بل فضاءً ثقافيًا مفتوحًا للحوار بين الماضي والحاضر.

f125d28883.jpg

الزائرون الذين توافدوا من مختلف أنحاء بريطانيا والعالم وصفوا التجربة بأنها “رحلة عبر الزمن”، تجمع بين رهبة التاريخ وسحر المعرفة، فالهواء المشبع برائحة الورق القديم، والجدران التي تحمل بصمات عباقرة مروا من هنا، تمنح المكان قدسية خاصة تجعل من كل خطوة بين رفوفه مغامرة فكرية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق