أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية حالة واسعة من التعاطف والجدل، بعد ظهوره لأحد الأشخاص يقوم بإطعام ثلاثة أطفال في الشارع، وسط مزاعم بأن والدتهم تركتهم بلا مأوى ليواجهوا مصيرهم في العراء بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية. الفيديو انتشر كالنار في الهشيم، لتتوالى التعليقات التي حملت عبارات الغضب والاتهام بحق الأم، قبل أن تكشف تحريات وزارة الداخلية تفاصيل مغايرة تمامًا لما تم تداوله.
وبحسب مصدر أمني مسؤول، فإن الأجهزة المختصة فحصت الفيديو المتداول على الفور، وتأكدت في البداية من عدم وجود أي بلاغ رسمي يتعلق بتشرد الأطفال أو تركهم دون رعاية. ومن خلال عمليات الفحص التقني وتحليل المشاهد، تمكنت فرق البحث من تحديد هوية الأم والأطفال، ليجري ضبطها وإخضاعها للتحقيق.
وكشفت التحريات أن الأم مقيمة بدائرة مركز شرطة الزقازيق، ولديها معلومات جنائية سابقة، وأنها اعتادت ممارسة استجداء المارة في الشوارع، مستغلة وجود الأطفال معها. وبمواجهتها أمام جهات التحقيق، أقرت بأنها قامت بترك الأطفال مؤقتًا لدى اثنين من أقاربها بتاريخ 30 أكتوبر الماضي، قبل أن تتوجه بمفردها إلى منطقة أخرى لاستعطاف المواطنين. وعند سؤال الأطفال، جاءت أقوالهم مطابقة لما ذكرته الأم، مؤكدين أنهم يقيمون معها بشكل دائم، ولم يتم التخلي عنهم كما ورد في المنشورات المتداولة.
وأكدت وزارة الداخلية أن الفيديو المتداول أُرفق بروايات لا تمت للحقيقة بصلة، وأن نشره بهذه الطريقة يحمل أهدافًا تحريضية تسهم في إثارة الرأي العام عبر معلومات مضللة، مشددة على أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لحماية الأطفال وضمان عدم استغلالهم بأي شكل من أشكال التسول أو الإيذاء.
كما وجهت الجهات المعنية بإخضاع الأسرة للفحص الاجتماعي لتقييم حالة الأطفال ووضعهم الصحي والنفسي، إلى جانب التأكد من قدرتهم على تلقي رعاية آمنة سواء لدى ذويهم أو من خلال الجهات المختصة.
وبذلك، أعادت الواقعة طرح ملف استغلال الأطفال في التسول، باعتباره إحدى القضايا الاجتماعية المتكررة التي تتطلب حلولًا جذرية، ليس فقط من خلال التدخل الأمني، بل عبر دعم برامج الرعاية والحماية، وضمان عدم تحويل مأساة طفل إلى مادة رائجة على شاشات الهواتف بحثًا عن التعاطف أو المشاهدات.
خاينة ولازم تموت.. القصة الكاملة لمذبحة المنوفية: شاب يقتل زوجته وطفله الرضيع بتلا
تعيش قرية زنارة التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية حالة صدمة غير مسبوقة، بعد جريمة هزّت وجدان الأهالي، إثر قيام عامل بإنهاء حياة زوجته وطفله الرضيع داخل منزلهم، قبل أن يلقي القبض عليه ويُحال للتحقيق. الجريمة التي لم تستغرق سوى لحظات، سبقتها شهور من التوتر والشك والاتهامات المعلقة في الهواء.
بحسب التحقيقات الأولية، فإن المتهم ويدعى محمود. ش كان يعيش حالة من الشك المستمر تجاه زوجته، رغم تأكيدات الأسر والجيران بحسن سيرتها وهدوء أخلاقها. إلا أن المتهم اعترف أمام رجال المباحث قائلاً:
«الشك كان هيموتني.. كنت حاسس إنها هتبوّظ حياتي»، مضيفًا أنه اتخذ قراره في لحظة غضب، دون تفكير أو رجوع.
بدأت تفاصيل الواقعة عندما سمع الأهالي أصوات اضطراب داخل المنزل، أعقبها صمت ثقيل. لم يستطع أحد التدخل في الوقت المناسب، قبل أن تنتشر على مواقع التواصل صور صادمة نشرها المتهم بنفسه، توثق ما فعله بيديه. تلك الخطوة كانت الخيط الأول الذي قاد الأجهزة الأمنية إلى موقع الجريمة سريعًا.
فور وصول قوة الشرطة، كانت الزوجة وطفلها قد فارقا الحياة. تم نقل الجثامين إلى مشرحة مستشفى تلا، ثم إلى مشرحة شبين الكوم التعليمي، لعرضها على الطب الشرعي وتحديد آلية الوفاة وتوقيتها.
الجريمة أحدثت صدمة جماعية في القرية. الأهالي تحدثوا بمرارة عن المجني عليها، مؤكدين أنها كانت معروفة بطيبتها، وأنها لم تُعرف عنها أي مشكلات أو خلافات، فيما لم يُظهر المتهم سابقًا علامات عنف أو اضطراب واضح، مما زاد الغموض حول تطور الشك إلى قتل.
وفي سياق موازٍ، بدأت النيابة العامة تحقيقًا موسعًا لكشف الخلفيات الكاملة للواقعة، وهل كان المتهم يعاني من اضطراب نفسي أو ضغوط، أم أن الجريمة ناتجة عن أفكار متراكمة تحولت إلى يقين خاطئ داخل ذهنه.
القرية ما زالت حتى اللحظة تحت وطأة الحزن والذهول؛ فالجريمة لم تقتل شخصين فحسب، بل أنهت أسرة بأكملها، وتركت سؤالًا ثقيلًا تتداوله.












0 تعليق