قصص ملحمية لأبطال مدوا سطر الصروح العظيمة التي ألهمت العالم وحبست أنفاسه ولا تزال، في رحاب المتحف المصري الكبير، ومن بين أحفاد المصريين القدماء، الذين يسجلون علي مدار الساعة تاريخا يستمدون نوره من قبس الأجداد.
المتحف المصري الكبير، الذي كانت وراء معجزته الآلاف من الأبطال المصريين، يكشف عن جانب من بطولاتهم، تحديدا رجال المخابرات العامة المصرية، المؤرخ الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، وكيف تصدوا محبطين محاولة إسرائيل استهداف المتحف المصري الكبير وصبغ الطابع اليهودي عليه، تلك المحاولة التي رصدها ومن ثم أحبطها عيون مصر الساهرة علي أمنها وأمانها.
حُماة الحضارة.. قصص بطولية وراء المتحف المصري الكبير
وحول كواليس اكتشاف وإحباط محاولة إسرائيل استهداف المتحف قال “شقرة”: “خلال العمل في بناء المتحف المصري الكبير، لاحظ القائمين علي الإنشاء رسومات غريبة مشكوك في أمرها في التصميم ــ الماكيت ــ المقدم من الشركة الأيرلندية، وتواصلت معي المحابرات المصرية لمعرفة حقيقة هذه الرسومات”.
وتابع: “فى ذلك اليوم عرضت علي الرسومات والماكيت، وعكفت علي مراجعة العديد من المصادر التاريخية لأكتب ونصل لقرار فى الماكيت والرسوم الموجودة”.
عيون مصر الساهرة.. المخابرات العامة تحبط محاولة إسرائيلية خبيثة
وأضاف: “كان هناك كتابين والكتابين فيهما تصميم للمعرض وللسور، وكان من الأشياء التى لفتت نظري بسرعة إذا أخذنا خط ما بين تمثال رمسيس ولم يكن موضوع بالشكل الحالي، كان موضوع بوضع لو مد خلاله خط مستقيم نجده ينطلق من تمثال الملك رمسيس ممتد علي الهرم الأكبر خوفو إلي القدس وتحديدا ما يقال عن أنه هيكل سليمان، الذي يقول الإسرائيليين عنه أنه مدفون تحت بيت المقدس”.
الماكيت المشبوه.. من التصميم إلى الاكتشاف
وأوضح “شقرة”: "عندما لفت هذا نظري وكنت حينها أدرس الموسوعات عن اليهودية والرموز وغيرها
فلم يعد هناك شك في ذلك، لذا كتبت التقرير وسلمته، ومفاده أن هذا عمل به تخريب للمتحف المصري الكبير ومن الممكن بعد 100 سنة يخرج الإسرائيليين ويقولون أننا من بنينا خوفو طالما بنينا المتحف المصري الكبير، لذالك حذرت وعرفت إنه تم اتخاذ اللازم وطرد الشركة الأيرلندية صاحبة التصميم المشبوه".
واستدرك “شقرة” مشددا على: “لكن الأهم فيما جري، يلفت نظرنا ويدعونا إلي ضرورة الاهتمام بتوثيق كل مرحلة من المراحل التي سبقت بناء المتحف المصري الكبير، والتوثيق هنا بمعني أن يصدر كتاب يشارك فيه كل من ساهموا في المتحف ويشارك فيه أحد المؤرخين ويتم تسجيل الخطوات والعقبات والتحديات حتى يوم الافتتاح”.
واستكمل: “حتى يصبح هذا دليل ويوضع بداخل المتحف، يكون لدينا هذا التوثيق ورقى وديجتال، ليكون دليل علي أن من شيدوا المتحف المصري الكبير مصريين تماما، حتي لا يجرؤ أحد علي الإدعاء في المستقبل بأنهم من بنوا المتحف، سواء يهود أو أفروسنتريك أو غيرهم”.
دعوة للتوثيق وحفظ الذاكرة من التزييف...من نقوش الجدران إلى التوثيق الرقمي
واختتم “شقرة”: “قديما لم يكن هناك من وسائل توثيق إلا النقش علي الجدران التي تركها لنا أجدادنا، وعلينا الآن بذل الجهد لإثبات ان هذا إرثنا، كالأهرامات والحفر والبحث عن العمال الذين بنوها، لكن فى عصر السماوات المفتوحة هذه ومع الذكاء الاصطناعي أصبحت المسألة أخطر لأنه عن طريق الذكاء الاصطناعي يتمّ تزوير وتزييف الحقيقة لذالك لابد وأن نبذل جهد في التوثيق الكامل للمتحف، بداية ما كان المتحف فكرة، مرورا بالمشاركين والشركات التي اقترحت أفكار والشركات التي طردت والتحديات والتمويل.. ألخ حتي ظهر المتحف وهكذا نكون قطعنا الطريقة على أي محاولة للتزيف. هم يريدون نهبّ حضارتنا وتشويه الذاكرة التاريخية لأولادنا خصوصا ومن الممكن أن يلعب الذكاء الاصطناعي دور خطير في تحقيق هذا التزوير".












0 تعليق