خبير تكنولوجي: أزمة الطاقة تهدد مستقبل الذكاء الاصطناعي وتضع العالم أمام مفترق طرق

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الخبير التكنولوجي ربيع بعلبكي، إن العالم يواجه تحديًا معقدًا في موازنة تطور الذكاء الاصطناعي مع محدودية موارد الطاقة، موضحا  أن التكلفة البيئية والاقتصادية لتشغيل الملقمات الضخمة أصبحت عبئًا كبيرًا، وأن استهلاك الكهرباء لتشغيل خوادم الذكاء الاصطناعي في ازدياد مستمر، ما يجعل الطاقة «العقبة الكبرى» أمام مستقبل هذه التكنولوجيا.

وأشار خلال مداخلة ببرنامج "صباح جديد"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن الحلول البديلة مثل الطاقة الشمسية والنووية قيد الدراسة، لكن تنفيذها يحتاج إلى بنية تحتية ضخمة ووقت طويل، مؤكدا أن الطاقة النووية تبقى الخيار الأكثر فاعلية في المدى القريب، رغم القيود القانونية والسياسية التي تحكم استخدامها في الأغراض المدنية.

ولفت “بعلبكي” إلى أن الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت وأوبن إيه آي تنفق ملايين الدولارات شهريًا لتأمين الكهرباء اللازمة لتشغيل أنظمتها، وأن الكلفة الحقيقية لم تعد في تطوير الشرائح الإلكترونية، بل في تشغيل السيرفرات العملاقة وتبريدها.

وأوضح أن بعض الدول لجأت إلى حلول مبتكرة مثل استخدام الحرارة المنبعثة من السيرفرات في التدفئة لتقليل الهدر، غير أن ذلك لا يفي بالاحتياجات الهائلة للطاقة، مضيفا أن بعض الدول بدأت تخطط لإنشاء مراكز بيانات قرب محطات توليد الطاقة أو في مناطق باردة لتقليل كلفة التبريد، بينما تتجه أخرى نحو الطاقة المولدة من الأمواج أو النفايات.

وبيّن أن المنافسة العالمية في المرحلة المقبلة لن تكون على الرقائق فقط، بل على مصادر الطاقة ذاتها، مؤكدًا أن الصراع الاقتصادي حول الطاقة لم يتوقف منذ الثورة الصناعية الثانية، وأن الذكاء الاصطناعي أصبح المحرك الأبرز له، باعتباره يعتمد على ثلاثة عناصر أساسية: البيانات، والإنترنت، والطاقة.

وأكد أن الذكاء الاصطناعي قد يساهم في حل أزمته بنفسه من خلال تطوير خوارزميات أكثر كفاءة تقلل من استهلاك الكهرباء، لكنه شدد على أن ذلك لا يلغي الحاجة إلى توسع في الطاقة النظيفة، متوقعا أن تتجه بعض الشركات لتقليص الخدمات المجانية بسبب ارتفاع كلفة التشغيل، مع احتمال فرض ضرائب أو رسوم جديدة مرتبطة بتخزين البيانات.

وأوضح أن موازنة التقدم التقني مع استدامة الطاقة ستظل التحدي الأهم للعقد المقبل، مشيرًا إلى أن العالم يقف أمام مفترق طرق حقيقي: إما استمرار ثورة الذكاء الاصطناعي، أو التراجع تحت وطأة أزمة الطاقة العالمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق