"التليلي": قمة المناخ كوب-30 في قلب الأمازون تسعى لإحياء الزخم البيئي العالمي

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور حسان التليلي، خبير التغيرات المناخية، إن قمة المناخ كوب 30 تعد محطة مفصلية في مسار العمل المناخي، موضحًا أنها تأتي بعد عشر سنوات من توقيع اتفاق باريس، وفي دولة لها ثقل كبير في الدبلوماسية البيئية مثل البرازيل، التي كانت مهدًا لاتفاقيات كبرى منذ مؤتمر ريو دي جانيرو عام 1992.

وأشار خلال مداخلة ببرنامج "صباح جديد"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"،  إلى أن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا يسعى لإنجاح القمة، خصوصًا في ملف الغابات، حيث أطلقت البرازيل صندوقًا دائمًا لحماية الغابات الاستوائية برأسمال مستهدف يبلغ 125 مليار دولار، بمساهمات أولية تصل إلى نحو خمسة مليارات ونصف المليار من سبع دول، لدعم الدول التي تضم الغابات الكبرى في الأمازون، وحوض الكونغو، وجنوب شرق آسيا.

وأوضح التليلي أن المؤتمر يناقش أيضًا قضايا التمويل المناخي وتقديم المساعدات للدول النامية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت نيتها الانسحاب مجددًا من اتفاق باريس بقرار من الرئيس ترامب، وهو ما قد يشكل انتكاسة للدبلوماسية المناخية الدولية، خاصة أن واشنطن تمثل قوة اقتصادية وتقنية كبرى في مجالات الطاقة والابتكار.

ويرى “التليلي” أن هذا الانسحاب قد يدفع دولًا أخرى مثل الصين ودولًا نامية إلى تعزيز استقلالية قراراتها في مسار المناخ العالمي، مبينا أن من أبرز التحديات المطروحة في القمة مسألة الالتزامات الجديدة بين عامي 2030 و2035، إذ لا تزال خطط خفض الانبعاثات دون المستوى المطلوب لتحقيق هدف الحد من ارتفاع الحرارة بدرجة ونصف فقط مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، مؤكدًا أن الوصول إلى هذا الهدف بات "عملية صعبة جدًا" رغم الجهود الدولية.

وأضاف أن الغابات الاستوائية تمثل خزان الكربون الرئيسي في الكوكب، لكنها تحولت مؤخرًا من أداة امتصاص إلى مصدر لانبعاثات الكربون نتيجة الحرائق المتكررة والجفاف الشديد، داعيًا إلى الإسراع في تنفيذ خطوات عملية لحمايتها.

وفي ما يخص مبادرة حماية الأمازون، قال التليلي إنها غير كافية وحدها، إذ يواجه الصندوق صعوبات تمويلية كبيرة، لافتًا إلى أن بعض الدول والمنظمات تحذر من استغلال رجال الأعمال للغابات بهدف تحقيق أرباح على حساب البيئة وسكانها الأصليين.

وشدد الخبير البيئي على أن الدول النامية بحاجة إلى الاعتماد على قدراتها الذاتية بدل انتظار المساعدات التي غالبًا ما تبقى "حبرًا على ورق"، داعيًا إلى تغيير أنماط الإنتاج والاستهلاك، وتوظيف الكفاءات المحلية في مشاريع التنمية المستدامة.

وعن مستوى التمثيل في القمة، أوضح التليلي أن البرازيل نجحت في عقد قمة تمهيدية شارك فيها نحو ستين من رؤساء الدول والحكومات، وهو ما أعطى المؤتمر دفعة قوية، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية البرازيلية تمتلك الخبرة والحنكة لقيادة القمة نحو الحفاظ على الحدود الدنيا من الالتزامات المناخية الواقعية، رغم صعوبة تحقيق المعجزات.

وقال “التليلي” إن التغير المناخي يشبه حصانًا جامحًا يثير الأزمات، بينما تسير القمم المناخية بخطى السلحفاة، لكنها رغم بطئها "ترسم طريقًا واضح المعالم نحو الأمام"، داعيًا إلى أن تتحول الوعود إلى إجراءات ملموسة تحفظ للأرض توازنها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق