تنتظر الكاتبة، الناقدة، د. هويدا صالح، صدور كتابها، المشترك مع الكاتبة القاصة الكبيرة، صفاء عبد المنعم، والذي يصدر قريبا عن دار أطياف للنشر، تحت عنوان "صوت الحضارة الخفي".. قراءة نسقية للأدب المصري القديم
تفاصيل كتاب صوت الحضارة الخفي
ويتضمن كتاب “صوت الحضارة الخفي”، من مدخل بعنوان “إلى الفن والحياة المصرية القديمة”، 6 فصول، هي الفصل الأول: القصص والحكايات، الفصل الثانى الشعر وانعكاسات الحياة اليومية فيه، الفصل الثالث بعنوان الحكم والمواعظ، بينما جاء الفصل الرابع بعنوان الألعاب والأغاني، فضلا ملاحق، وتضم قائمة بالشهور المصرية القديمة، الأمثال الشعبية الحديثة التي تستخدمها، الحلي والملابس وتأسيس المسكن، وجاء الفصل السادس بعنوان "كتيبة طيبة.. النسق الثقافي المضمر".
ومما جاء في مقدمة كتاب "صوت الحضارة الخفي"، نقرأ "حين وصلت القديسة" فيرينا " من "طيبة" القديمة إلى أعماق بلاد الغال، حاملةً معها معارف الطب والنظافة والتداوي بالأعشاب، لم تكن تحمل مجرد مهارات فردية، بل كانت تحمل إرثًا حضاريًا متراكمًا عبر آلاف السنين.
عمق جذور الهوية الثقافية المصرية
وحين رفضت "كتيبة طيبة" التخلي عن تصوراتها للإله رغم أوامر دقلديانوس، ودفعت حياتها ثمنًا لهذا الإصرار، لم يكن ذلك مجرد موقف ديني، بل كان تعبيرًا عن عمق جذور الهوية الثقافية المصرية التي تشكلت عبر قرون طويلة من التفاعل الاجتماعي والتكوين الثقافي والممارسات اليومية.
هذه القصص التي وصلتنا عبر آلاف من السنين مرّت منذ أن أسس المصريون القدماء دولتهم حتى قبل عصر "الأسرات" تطرح سؤالًا جوهريًا: ما الذي صنع هذه الروح المصرية التي ظلت متماسكة حتى في أقصى المنافي؟ وكيف تشكّلت التصورات الثقافية والاجتماعية التي حملها المصريون معهم أينما ذهبوا؟
للإجابة عن هذا السؤال، لا بد من العودة إلى الجذور، إلى النصوص التي كتبها الناس العاديون في مصر القديمة، لا نصوص الملوك والمعابد الرسمية. فالنسق الثقافي الحقيقي لأي مجتمع لا يتجلى في الخطابات الرسمية والنقوش الملكية، بل في القصص التي يرويها الناس لأطفالهم، في الحكم التي يتناقلونها، في الأشعار التي تعبر عن آمالهم ومخاوفهم، في الرسائل التي يكتبونها لبعضهم البعض، وفي النصائح التي يقدمونها للأجيال القادمة
الكتاب هو محاولة لاستكشاف النسق الثقافي في مصر القديمة من خلال تحليل القصص والنصوص الشعرية والوثائق اليومية التي خلّفها المصريون العاديون. إنه بحث في الأبعاد السوسيوثقافية التي شكّلت الوعي الجماعي المصري، وصاغت التصورات عن الحياة الاجتماعية، ونظّمت العلاقات بين الأفراد والجماعات، وأسّست للقيم التي حكمت حياة الناس اليومية.















0 تعليق