Advertisement
وانعقد المؤتمر في دبي تحت شعار "إعادة تصور الصحة من أجل مستقبل أكثر ذكاءً"، وركّز على الذكاء الاصطناعي في التشخيص، والطب الشخصي، والرعاية الوقائية.
وأكد المشاركون أن الابتكار أصبح أساس تحسين جودة العلاج وتوسيع الوصول إلى الخدمات الصحية في العالم العربي.
الدكتور عبد الرحمن آغا الكِنجي: الإقلاع عن التدخين أولوية الوقاية
من جهته، قال الدكتور عبد الرحمن آغا الكِنجي، اختصاصي واستشاري الأورام، إن الوقاية من السرطان تبدأ من نمط الحياة، مُوصياً باتباع النظام الغذائي المتوسطي الغني بالخضروات والفواكه وزيت الزيتون والأسماك، مؤكداً أن "الغذاء هو الدواء الأول للإنسان".
وأشار إلى أن تدخين التبغ عن طريق الحرق يعد السبب الرئيسي للامراض المرتبطة بالتدخين منها السرطان، إذ يرتبط بـ 16 نوعًا مختلفًا، معتبراً أن الإقلاع عنه هو "الخطوة الأهم في الوقاية".
وأوضح الكِنجي أن بعض الأشخاص يجدون صعوبة في التوقف بسبب التوتر، لذا يمكنهم اللجوء إلى لصقات النيكوتين، السجائر الإلكترونية أو المنتجات البديلة التي يتم تسخينها كبدائل أقل ضرراً، رغم أنها ليست خالية من المخاطر.
وقدّم الدكتور الكِنجي خمس خطوات رئيسية للوقاية: تجنّب السمنة، الابتعاد عن الملوثات وخاصة البلاستيك، ممارسة الرياضة بانتظام، وإجراء الفحوصات الدورية التي تساعد في الكشف المبكر عن خمسة أنواع من السرطان.
وأضاف: "فحص الماموغرام مثلاً يمكن أن يكشف التغيرات ما قبل السرطانية قبل أن تتطور".
الدكتور شريف بكير: التدخين عادة نفسية أكثر من إدمان
بدوره، قال الدكتور شريف بكير، استشاري أمراض القلب، إن التدخين غالباً ما يكون عادة نفسية أكثر من كونه إدمانًا جسديًا، لأنه يمنح المدخن شعورًا مؤقتًا بالراحة عبر إفراز الدوبامين. وأضاف: "مطالبة المدخن بالتوقف المفاجئ قد تزيد من توتره، وهذا التوتر نفسه قد يرفع خطر الجلطات وأمراض القلب".
ونصح الدكتور بكير بأن من لا يستطيع الإقلاع نهائيًا يمكنه التحول مؤقتًا إلى السجائر الإلكترونية التي تقلل من استنشاق أول أكسيد الكربون، أو المنتجات البديلة التي يتم تسخينها أو أكياس النيكوتين، لكنه شدّد على أن الهدف النهائي يجب أن يكون التوقف الكامل، لأن "لا وسيلة تدخين آمنة تمامًا".
الدكتور طارق ياقوت: الوزن والتغذية أساس الوقاية من السرطان
أما الدكتور طارق ياقوت، استشاري الأورام، فأكد أن زيادة الوزن ترتبط مباشرة بارتفاع خطر السرطان، لأن السمنة تُحدث تغيّرات هرمونية واستقلابية تُشجع على الالتهاب ونمو الخلايا السرطانية.
ودعا ياقوت إلى ممارسة الرياضة بانتظام من 150 إلى 200 دقيقة أسبوعيًا مع التعرّق، خصوصًا للنساء بعد سنّ انقطاع الطمث، معتبراً أن "النشاط البدني من أقوى الوسائل الطبيعية للوقاية من السرطان".
ونصح بتقليل استهلاك البروتين الحيواني، وخصوصاً اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان، والتركيز على الأطعمة النباتية والبقوليات والحبوب الكاملة، مشدداً على ضرورة تجنّب التدخين أو على الأقل تقليل الضرر عبر بدائل أقل خطورة بإشراف طبي.
وأشار الدكتور ياقوت إلى أهمية الكشف المبكر للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع السرطان، قائلاً: "هؤلاء يجب أن يكونوا أكثر وعيًا ويعملوا على تقليل المخاطر من خلال الرياضة وتجنّب السمنة".
وأجمع الأطباء المشاركون على أن مستقبل الطب في العالم العربي يقوم على الوقاية والوعي قبل العلاج، فالتغذية الصحية، والنشاط البدني المنتظم، والإقلاع عن التدخين، والفحوصات الدورية، تبقى الخطوط الدفاعية الأولى ضد الأمراض المزمنة والسرطان.
وأكد الأطباء أن الاستثمار في الوعي الصحي لا يقل أهمية عن الاستثمار في التكنولوجيا الطبية، لأن التغيير الحقيقي يبدأ من سلوك الأفراد.










0 تعليق